دين ودنيا

الدكروري يكتب عن العهود والمواثيق بين الناس

الدكروري يكتب عن العهود والمواثيق بين الناس

بقلم / محمـــد الدكـــروري

عليكم بالسلام وإشاعة الأمن والامان فيما بينكم فإن من فضائل السلام أنه زيادة في الأجر وزيادة في الحسنات ورفع لدرجة الإيمان، فعن عمران بن الحصين رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ” السلام عليكم فرد عليه ثم جلس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم عشر، ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله، فرد فجلس، فقال عشرون، ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فرد فجلس فقال ثلاثون ” وإن من السلام هو الوفاء بالعهود، وإن العهود التي بين الناس بعضهم بعضا فهي كثيرة أيضا فإذا اتفق اثنان على أن يقوم كل منهما للآخر بشيء، يقال أنهما تعاهدا فعقد الزواج عهد لأنه التزام بين الزوج والزوجة، فقال صلى الله عليه وسلم “أحق ما أوفيتم من الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفرج” رواه البخاري.

فلابد للمسلم أن يؤدي ما التزم من الشروط على عقد الزواج لأنه استحل بها الفرج، فأيما رجل تزوج امرأة على ما قل من المهر أو كثر، ليس في نفسه أن يؤديها حقها فقد خدعها، بل ويجب علي كل من الزوج والزوجة أن يكونا من الأوفياء في الحياة وبعد الممات، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان وفيا مع السيدة خديجة رضى الله عنها حتى بعد موتها، وكذلك فإن تربية الأولاد عهد، فعلى الوالدين يجب الوفاء به، فقد قال الله تعالى ” يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجاره” فمن أهملهم، لم يوف بما عهد إليه، بل ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعد الإنسان أحد أولاده بوعد ولا يفي له به، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال “لا يعد أحدكم صبيه ثم لا ينجز له، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “العدة عطية” رواه الطبراني.

وعن عبد الله بن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال جاء رسول الله إلى بيتنا وأنا صبي صغير فذهبت لألعب فقالت أمي يا عبد الله تعال أعطيك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما أردت أن تعطيه؟ قالت أردت أعطيه تمرا، قال “لو لم تفعلي كتبت عليك كذبة” رواه أحمد، والوفاء يكون في البيع والشراء فعن حكيم بن حزام رضى الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” البيعان بالخيار ما لم يتفرقا” أو قال حتى يتفرقا، فإن صدقا وبينا، بورك لهما فى بيعهما وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما” والوفاء بالوعد يكون في المواعيد والاتفاقات، فإذا أعطيت أخاك موعدا فلا تخلفه وإذا اتفقت معه على أمر فلا تماطله، والوفاء يكون أيضا في العهود والمواثيق، وفي الشروط والمصالحات، وفي إنجاز الأعمال وأداء الواجبات، وفي كل أنواع المعاملات.

ما لم يكن في محرم فلا وفاء في أمر حرام، يخالف الشرع والدين، وقد كان صلى الله عليه وسلم أعظم خلق الله وفاء بالوعد حتى جاء عن عبد الله بن أبي الحمسا رضي الله عنه أنه قال “بايعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث وبقيت له بقية فوعدته أن آتيه بها في مكانه فنسيت ثم ذكرت بعد ثلاث فجئت فإذا هو في مكانه فقال يا فتى لقد شققت على أنا هاهنا منذ ثلاث انتظرك” رواه أبو داود، ولكن ما جزاء من لم يفى بالعهد واخلف في الوعد، فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “العدة دين ويل لمن وعد ثم أخلف، ويل له ويل له، ثلاثا” وعن ابن بريدة عن أبيه قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم “ما نقض قوم العهد قط، إلا كان القتل بينهم، وما ظهرت فاحشة في قوم قط إلا سلط الله عز وجل عليهم الموت، ولا منع قوم الزكاة، إلا حبس الله عنهم القطر”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock