مقالات

الدكروري يكتب عن الأمن وأهميته لاستقامة الحياة

الدكروري يكتب عن الأمن وأهميته لاستقامة الحياة

الدكروري يكتب عن الأمن وأهميته لاستقامة الحياة

بقلم / محمــد الدكــروري

إن من أعظم نعم الله عز وجل علي الإنسان هي نعمة الامن والامان، وإن من الأسس التي يقوم عليها الأمن وتواجه بها الدعوات الهدامة الإصلاح بين الأحزاب والجماعات وبين الأسر والعائلات ولأهمية الصلح والإصلاح ذكره الله تعالى في كتابه أكثر من مائة وثمانين مرة في القرآن الكريم، وفي ذلك دلالة على أهميته لاستقامة الحياة بالتعاون والتآلف والمودة والوفاء، وإن الإصلاح بين المسلمين واجب شرعي وضرورة اجتماعية ومطلب حضاري، ولذلك حث الله تعالى في محكم تنزيله، ووجه اليه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ودعا أتباعه إلى التصالح وبلورة ثقافة المصالحة بين المسلمين، فهذه الثقافة من شأنها ان تدعم البناء الاجتماعي وتحفظ تماسكه وتقيه مخاطر التصدع والانهيار، فيقول الله تعالى فى سورة الحجرات. 

“إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون” ويقول سبحانه وتعالى فى سورة الأنفال ” فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين” وفي نصائح وتوجيهات رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءت أحاديث كثيرة في فضائل الصلح بين الناس، وأن السعي بالصلح بين الناس من افضل العبادات وأحسن القربات التي يتقرب بها الإنسان المسلم إلى الله عز وجل، لذلك خص الله المصلحين بجميل الثناء ووعدهم كريم الجزاء، وأي جزاء وأغلى من جنة الرضوان، وبيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أفضل الصدقات الإصلاح بين الناس، فعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة قالوا بلى يا رسول الله قال إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة” رواه احمد. 

فبين صلى الله عليه وسلم أن درجة المصلح بين الناس أفضل من درجة الصائمين والمصلين والمتصدقين، وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أفضل الصدقة إصلاح ذات البين” رواه الطبراني، وعن أنس بن مالك أن النبي صلي الله عليه وسلم قال لأبي أيوب “ألا أدلك علي تجارة قال بلى، قال “تسعي في صلح بين الناس إذا تفاسدوا وتقارب بينهم إذا تباعدوا” رواه البزار، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “ما عُمل شيء أفضل من الصلاة، وصلاح ذات البين، وخُلق جائز بين المسلمين” رواه البخاري، والإمام الأوزاعي رحمه الله يقول “ما خطوة أحب إلى الله عز وجل من خطوة في إصلاح ذات البين” وما من شك في أن المصالحة والتناصر والتآزر ستؤتي أكلها وتحقق ثمارها. 

في حماية المجتمع المسلم من دواعي الفشل في تحقيق ما يصبو اليه ويسعى لتحقيقه من امن وتقدم وازدهار، وإن اقتصاد أي بلد هو معيار تقدمه وازدهاره واستقراره وأحد مكونات الأمن في المجتمع فعندما يكون الناس متعاونين فيما بينهم لبناء اقتصاد مزدهر تنتعش مفاصل المجتمع ويستتب فيها الأمن فلاتجد من يسلب الآخرين حقوقهم ولاتجد من يحاول أن يستغني على حساب المجتمع، بل تجد الجميع بحركة متصاعدة نحو بناء الإقتصاد سواء كان في مجال الزراعة أو الصناعة أو التجارة أو الخدمات، فعندما يكون المجتمع متكاتفا روحا وجسدا تجد كل عضو فيه وهو يكمل عمل العضو الآخر، فالمزارع يزرع في الحقل والتاجر يأخذ محصوله إلى المصنع، والعامل يصنع ماتنتجه الأرض وما ينتجه المزارع وهكذا تستمر الحلقة الاقتصادية بصورة مرتبة ودقيقة حاملة معها المجتمع إلى الرقي والاستقرار والأمن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock