مقالات

صلاح العبد بصلاح القلب

صلاح العبد بصلاح القلب

بقلم احمد قطب زايد

كتبت مقالتي لما شاهدته من أحوال البشر هذه الأيام من تغير قلوبهم ومن فتور العلاقات وتباعد القلوب والقطيعة والحقد والأنانية والعلاقات المادية والتعاملات القاسية ولكن كونوا على يقين أن قلوب الناس هي السبب وقد كان رسول الله-ﷺ – يهتم بإصلاح القلب غاية الاهتمام ويعنى به تمام العناية، ويوصي بذلك في كثير من أحاديثه الشريفة ويضمِّن ذلك كثيراً من أدعيته، فكان- صلى الله عليه وسلم- يقول في دعائه: (اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا) ويقول في دعائه: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ).
وقال رسول اللهﷺ: “ألا وإن في الجسد مضغةً إذا صلحت صلح لها الجسد كله، وإذا فسدت فسد لها الجسد كله ألا وهي القلب” وقد قرأت عن وصفة واحدة وصفها لنا السلف الصالح لإصلاح القلوب إنها منهج حياة تأملوها، ففيها تحيا القلوب، وتزهو الأرواح، وتسعد قلوبكم، وحياتكم. وهي أن رزقك مقسوم فلا تتعب وقدرك محتوم فلا تجزع وعدوك ضعيف فلا تخشى طهر قلبك من الكره والحقد والرياء وزينه بالصدق والإخلاص والورع واجعل في قلبك التسليم للمولى وحب سيد الورى ودوام شكر الخالق في السراء والضراء واترك الخلق للخالق وانشغل بأحوالك واترك أحوالهم وليكن لك ثلاثة ألسن ذاكروجسد صابر وعقل متبصر.
عزيزي القارئ أكثروا من الاستغفار فإنه يريح القلب ويزيل الاكتئاب والضيق عنكم وتمتعوا بحسن الخلق والكلمة الطيبة فهذه الكلمة شجرة مورقة إذا وقعت في القلب أحيته النوايا الطيبة وما أجملها من نوايا وأمراض القلوب كثيرة ومتنوعة، ومن ابتلي بمرض في قلبه، أو بقسوة في قلبه فعليه أن يجتهد في تعاطي الأسباب التي تشفى من مرض القلوب، والتي تلين القلوب وتزيل قسوتها، وتصقلها يقول الشاعر عن إصلاح القلوب:
عَجَبًا لِهَذَا القَلْبِ مَا أَقْسَاهُ! لا تَعْجَبُوا فَالرَّانُ قَدْ غَطَّاهُ
قَلْبٌ يُشَبَّهُ فِي القَسَاوَةِ بِالحَصَى وَبِذِكْرِ مَوْتٍ يَسْتَرِدُّ شِفَاهُ
لِلقَبْرِ قَدْ أُمِرَ الفَتَى بِزِيَارَةٍ كَيْمَا تَجُولَ بِفِكْرِهِ أُخْرَاهُ
لَكِنَّنَا فِي غَفْلَةٍ مِنْ أَمْرِنَا لَمْ نَتَّعِظْ وَالذَّنْبُ قَارَفْنَاهُ
في ختام المقال فإنّ صلاح القلوب هي السعادة التي ننشدها في الدنيا، والفوز العظيم في جنّات النعيم الذي نسعى جاهدين إلى بلوغها، وإذا كانت ثَمَرَة سلامة القلب هي القُرب من الله العظيم ونَيْل مَحَبّته ورضوانه، فيجب علينا أن نبذل ما في وسعنا وقصارى جهدنا، لنصل إليها ونكون من أهلها. اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock