مقالات

سبيل_العقل_الفقهي

سبيل_العقل_الفقهي

سبيل_العقل_الفقهي :-

     (بقلم)

                       أشرف الفراني

في عصر الفتن والمُلمات تكتظ الساحة الإعلامية بالمتنطعين المتجرئين علي حدود الله ولاسيما في تأويل كلامه عز وجل ، وفي تفسير آياته البينات ، وفي استنباط أحكامه وفي استخراج بيانه .. إلي آخر علوم الفقه .. هذه النفوس التي ألِفَت الثرثرة وسيطرت عليها شهوة الكلام علي وسائل التواصل وعلي القنوات الفضائية بعلم وبغير علم ،

inbound3973216190608667959

ربما يكون الدافع للقليل منها هو خدمة الإسلام تقرباً لله عز وجل وزلفي ، واعتقد أن الغاية لدي معظمهم هي النفع الشخصي مادياً ومعنوياً علي سبيل ممارسة مهنة إعلامية للثراء والشهرة من خلال نشر الفوضي الإفتائية والكلام في المخُتلف فيه ونكأ جراح الشبهات ، ولذلك سأذَّكِرُ الناسَ بأهم القواعد الفقهية التي كانت أساساً عقلياً ومنطقياً لوضع علم أصول الفقه وهي القواعد الكلية الخمسة التي يجب الرجوع إليها كمرجعية جامعة وحاكمة عند كل خلاف فقهي ، والتي يسكت عنها معظم من يمتهنون الوعظ قصداً وجهلاً بالصراخ التمثيلي التهويمي علي قنوات التوك شو الديني ، وهي : –

1- الأعمال بالنيات .

2- العادة مُحَكَّمة .

3- الضرر يُزال .

4- اليقين لا يزول بالشك .

5- المشقة تجلب التيسير .

وأي فتوي لا تراعي هذه القواعد الخمسة -والتي اتفق عليها كبار فقهاء الأمة عند استنباط الحكم الشرعي لأي قضية- فلا تنظروا لها ولا تعيروها أي اعتبار ، ومن لا يستند في كلامه علي هذه الشروط فلا وزن لكلامه مهما كان سليط اللسان قبيح اللفظ سيئ المقال متجرئ علي أعراض الناس بالسب واللعن والترهيب المعنوي والنفسي ، ليضع البسطاء في أزمة مع عقيدتهم ، ويغزي بداخلهم إحساس الذنب بلا أي دليل شرعي وعقلي ومنطقي ، وبلا أي أساس معرفي ، إذ أن النية أساس كل عمل صالح ، وإن عادة الناس مقدرة مالم تأتي بشرك أو بدعة أو ضلالة ، وإن أي عمل لا يضر الآخرين ولا يضر النَفْس فلا حُرمة فيه ، وأن الضرر يجب أن يُرفع أي “يُزال” قبل جلب المنفعة ، وأن الشك والوسواس لا يجب أن يتلاعبوا بيقين قد استقر وانعقد كالإيمان واستقر في القلب واطمئن له الوجدان ، وأنه لا يجب أن تجلب العبادة أي مشقة علي الإنسان لأن التيسير أصلح للناس واقرب للنفس السوية … ومن يقول كلاماً يخالف هذه القواعد فأقرعوا أم رأسه بالقباقيب إن استطعتم إلي ذلك سبيلاً ….. وفق الله علماء الأمة الثقات إلي صلاح العباد ورضي رب العباد …… والسلام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock