الأخبار

المعاهده وخرقها إنسان مع العالم الآخر

المعاهده وخرقها إنسان مع العالم الآخر

المعاهده وخرقها

إنسان مع العالم الآخر

بقلم عبدالحميد أحمد حمودة

جلس ينظر إلى الفتاة الصغيرة، التي اعتادت أن تأتي إليه كلما خرج للجلوس بالحديقة.

 كانت تلعب بالقرب منه، مرة تقفز عليه وأخري تتسلق الجدران والأشجار وعندما تتعب تجلس قربه.

فجأة حلقت حوله وهذا أمر طبيعي جدًا بالنسبة للجن.المفاجأة قد بدا لها جناحان صغيران علي كتفيها وهي تطير.

inbound3270615816566750581

أتى بالأميرة أديرا أمامه 

-هل كانت الأميرة لؤلؤة من الجن الطائر؟

-نعم

-لم تخبرني بهذا من قبل، هل أنت أيضا؟

كانت صامتة قليلا ونظرت اليه

-لا

-لو كنت كاذبة ، لرأيت مني ما لا يرضيك.

-لماذا؟ أنا صادقة معك في كل شيء.

-لا تقولي هذا، أنت صريحة، لكن ليس في كل شيء.

كانت صامتة ولم تقل كلمة واحدة وهي تنظر إليه

أشار بأصبعه حول المكان 

-الآن لا يسمعنا أي من الجان أو يرانا، وقد تم فصلك عن كل من يتبعك ومن تتبعي لهم، الآن يمكنك التحدث دون خوف وإخباري بكل شيء. 

-عندما مرضت الأميرة لؤلؤة، أخذها الملك للعلاج، وبعد ذلك قيل لي أنها ماتت، أرسل إليّ الملك وقال لي، ستذهبين إليه وتخدمينه وتقتربي منه كثيرًا حتى تتمكني من نقل كل ما يحدث هناك وتحاولين معرفة من المقربين منه، ومن هم، وما هي نقاط قوتهم وضعفهم.

-لماذا لم تفعلي ما قيل لك ولماذا أخبرتيني عنه؟

-أنا أميرة محاربة، لقد عشت كثيرًا ورأيت الكثير، ومن تجربتي أعرف جيدًا أنه إذا فعلت ذلك، فلن أتمكن من النجاة، ولائي لكم أفضل من ولائي لهم، فأنا معك في مأمن منهم ومن غيرهم.

-هل تعلمين أني أشك في وفاة الأميرة لؤلؤة؟

-أنا أيضًا، ولكن يمكنك أن تعرف حقيقة الأمر.

-لا أحد يريد أن يخبرني بأي شيء عنها، وليس لدي إجابة على سؤالي عنها منذ أن قيل لي إنها وافتها المنية.

-لأنهم غير راضين عن بقائها بجانبك لأنها مغرمة بك، لكني سأحاول جاهده لمعرفة ما حدث.

-لا تتورطي في هذا، فهم ليسوا أغبياء، واعلمي أنهم يحاولون الآن الوصول إليك ومعرفة سبب انقطاع التواصل معك، وعندما يسألونك أخبريهم أنك سجنت عقابًا لعدم إخباري بأن الأميرة كانت جنًا طائرًا، الآن سأعزلك كأنك مسجونة لأني أرى ملكة من الجان واقفة تنظر من بعيد، سأرى ماذا تريد لأنني أشعر أنها مرسلة منهم.

ذهبت واستدعيت الجنية التي كانت تقف بعيدًا وكانت خائفة، وعندما جاءت أمامه، وجدها امرأة بيضاء جميلة جدا، بعيون زرقاء وشعر أصفر يصل إلى خصرها. كانت ترتدي فستانًا أبيضًا مرصعًا بالأحجار والألماس، وعلى رأسها تاج على شكل ثعبان صغير.

-مَن أنت؟ وما قصتك؟ ولماذا تقفين تنظرين من بعيد؟

-أنا أميرة، أبي كان ملكا وعندما مات استولت زوجته على المملكة، وطردت منها عندما طالبت بحق إخوتي الصغار

-لماذا أتيتِ إلى هنا؟

-أرسل لي بعض الملوك واتفقوا معي على أن آتي إليكم وأبلغهم بأخباركم، وإذا لم أفعل ذلك فسيقتلونني أنا وإخوتي.

نظر إليها وضحك 

-أنت تقولين ما قالوه لك بدقة، لكن لسوء الحظ أنا لست كما تعتقدون

كانت خائفة للغاية وبدأت ترتجف من الخوف وهو ينظر إليها. 

-أعلم أنك طُردتِ من مملكتك، وأنهم وعدوك بإرجاعك إلى المملكة إذا نجحتِ في الأمر، لكنهم يكذبون عليك، وأيضًا أعرف السبب لطردك، إن لزوجة أبيك علاقة بقائد الجيوش، وأنهما اتفقا على الزواج منك، ويبقى ملكًا على المملكة، وعندما رفضتِ الأمر، تم عمل مؤامرة حتى يتم إجلاؤك من المملكة.

وقفت مرتجفة ودموعها تتساقط، بدأت تتقلص وتصبح أصغر بكثير بسبب رعبها وخوفها.

فلما رآها هكذا أشفق عليها

-سأفعل معك شيئًا، إن قدّرتِ ما فعلته معك وأظهرت لي الولاء، سوف يرفع مقامك، وإذا لم تقدري هذا وظهرت خيانة منك، فسيكون هلاكك، أنظري الآن إلى مملكتك ماذا يفعل بها؟

-أرى دائرة من النور تحيط بها من كل اتجاه.

-الآن مملكتك آمنة، لا أحد يستطيع الاقتراب منها، اذهبي الآن إلى مملكتك وأخبريهما أن المملكة ستكون تابعة لنا من الآن فصاعدًا وأنك ملكة عليها.

-أريد أن أحافظ على حق إخواني في أن يكونوا ملوكها.

-ستكونين الوصية على هذا حتى يبلغوا سن الرشد، وأعلمي جيدًا أن الدائرة التي ترينها الآن تحافظ على أمان المملكة، ولكن عندما تظهر أي خيانة، فإنها ستنطبق على المملكة وتحرقها بكل من فيها.

ذهبت إلى المملكة والتقت بزوجة أبيها وقائد الجيوش، وكانا في حالة غضب شديد، لكنهم استقبلوها كملكة.

-لماذا فعلتِ هذا؟

نظرت إليهما بتكبر وأخبرتهما بما قاله لها، وعادت إليه مرة أخرى مع مستشار المملكة، حيث كتب ما قيل وختم بخاتم المملكة.

غادر مستشار المملكة، وبقيت معه ترافقه، وأظهر لها أنه سيعتمد عليها في ما يريد معرفته، وهي ترى أنه لا يوجد أحد غيرها برفقته.

ذهب ذات مساء لمقابلة اقرب صديق له، محمود، لأنه يعرف كل شيء عنه، لقد كان روحانيًا فعزل لسبب غير معروف.

جلسوا معًا في مكان آمن وهادي بحديقة اعتادوا السهر فيها لوقت متأخر.

فجأة اشار محمود بيده

-اشعر بامرأة تقف بعيدًا جِدًّا تنظر إلينا، لكن دون أن تقترب

نظر في الاتجاه الذي أشار إليه ووجد المرأة واقفة بالفعل هناك تراقبهم.

-كيف تشعر بذلك؟ صفها لي

-لا أعلم، لكني أشعر بوجودها وكأنني اراها لكني لم أراها بعيني.

سيدة جميلة، في الأربعينيات من عمرها، ترتدي ثوبا أبيض وتاجا كبيرا على رأسها، لا اعلم ان كان شعوري هذا صادقا أم العكس

-ما قلته صحيح

أمر الملكة التي كانت برفقته

 -اذهبي إليها لتعرفي قصتها وتعودي مرة أخرى

أثناء ذهابها نبهها بان لا تعود إليه، حتى يأذن لها.

وبدأ مع صديقه محمود في إرسال طاقة من حوله لرؤيتهم كما كان من قبل

-ماذا ترى؟

-أرى ضوءا ساطعا جدا

-مرحبًا بك من جديد في عالمهم

-ما هذا الضوء الذي أراه؟

-درجة عالية من النورانية، ستظل معك دائمًا، سترافقك هالة من النور في أوقات الحاجة، وسيرافقك محاربون أقوياء عندما تحتاجهم، حتى تعود كما كنت من قبل.

عندما انتهي سمح للملكة بالعودة مرة اخري

-ما هي قصة هذه المرأة؟

-هي الملكة الحاكمة لهذه المنطقة وهي معجبة بصديقك محمود وتريد مرافقته

-قولي لها أن تأتي إلى هنا.

عندما جاءت، كانت امرأة حكيمة وقوية للغاية، ملكة، ابنة ملوك طبقة مرتبطة بأحد حكام الجان.

أجلسوها بينهم، وقد أعجب بها محمود وأراد اصطحابها معه، وكانت سعيدة بذلك

وفجأة جاء ثعبان ضخم جدا وأسد كبير يطلبون الإذن بالدخول إليهما

-من أنتما؟

-نحن ملوك المنطقة هنا، تابعين للملكة، ونود أن نكون معكم

لكنهم أرادوا العودة إلى المنزل، وهم في الطريق

-أنت تسرعت يامحمود في الأمر، إنها كاذبة، وتريد أن تدخل بيننا كي تؤذينا

-ماذا سنفعل بها؟

-انتظر، نعود إلى المنزل وسأتصرف

عندما وصلوا إلى المنزل، استدعاها

-اعلم أنك مؤذية جِدًّا، وقد جئتي لتتمكنين من أذيتنا

في ذلك الوقت كانت مرعوبة وخائفة، فأمر الثعبان التابع لها أن يلتف حول جسدها حتى كاد يقتلها وأمر بسجنها علي هذه الحالة، إنها عقوبة قاسية للغاية ، تستمر في المعاناة طيلة فترة السجن، حتى يشاء الله.

-كيف عرفت أنها تريد أن تؤذينا؟

-عندما ذهبت ملكتي إليها ، عرفتها ، وسألتها لماذا كانت معي ، فقالت إنني قتلت والدها الملك ، وكانت حزينة ، فهدأتها وأخبرتها أنها ستنتقم للجميع.

-هل تريدها معك؟

-لا أريدها في أي شيء ، لقد كشفت نفسها ، لكنني لا أريد أن أؤذيها

-اترك الأمر لي، فقد تصدقني في العمل

-هي لك، وإذا لم تصدق اتركها وشأنها.

بعد عدة أيام علم أن الملكة قتلت وكل مملكتها، حيث كان محمود غاضبًا منها وأراد تدميرهم، لكن النور المحيط بالمملكة لم يستجب لذلك واختفى، فتقدم المحاربون ودمروها.

غضب كثيرا بسبب ما حصل، لأنه كان قد أعطاهم عهدا على عدم الاقتراب من أي منهم.

وجاء ملك كبير ليتحدث معه في هذا الأمر -سيحضر ابن ملك من حكام عالم الجن نيابة عن أبيه ليناقش الأمر الذي حدث وخرق المعاهدة.

بالفعل وصلوا إلى المكان، وكان في استقبالهم هو وصديقة، دخل ابن الملك غاضبًا جِدًّا مما تسبب فيه محمود، لكن اللوم لم يكن على محمود، لقد أخطأ في استعمال القوة التي منحها هو له.

وأثناء المناقشة أعطى محمود الإذن للمحاربين بقتل نجل الملك وفجأة قتل أمامهم.

أصيب جميع الحاضرين بالذهول وصدم من الموقف ولم يعرف ماذا يفعل. ستشن حربا، فهو لا يعرف إلى أي مدى ستأخذهم إليه

جاء المحارب بجيش كبير جدًا بمجرد حدوث ذلك وكان غاضبًا جدًا مما حدث

-ما حدث اليوم لن يمر بسهولة، كان العداء في السابق تحت السيطرة الكاملة، لكنه الآن تجاوز كل الحدود، ويجب أن تكون حذرًا للغاية من الآن فصاعدًا.

سمع ما قاله له المحارب وكان غاضبًا جِدًّا مما فعله محمود ونظر اليه

-لقد ساعدتك بقوة استخدمتها في القتل والتدمير والآن لا يمكنني أخذها بعيدًا، ولا يمكنني تركك بدونها، لقد فات الأوان لذلك، أنهم سيحاولون الانتقام منك، لم يكن قتل الملكة وتدمير مملكتها بالأمر الكبير، لكن قتل ابن حاكم هو ما جعل الأمر صعبًا للغاية، فقد جاء بسلام وتم الغدر به.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock