مقالات

الدكروري يكتب عن الشهادة الكاذبة الباطلة

الدكروري يكتب عن الشهادة الكاذبة الباطلة

الدكروري يكتب عن الشهادة الكاذبة الباطلة

بقلم / محمـــد الدكــــروري

لقد أمرنا الله عز وجل بقول الحق والسير علي طريق الحق ونهانا عن كل باطل وكل زيف، وإن شهادة الزور هي الشهادة الكاذبة الباطلة التي ليس لها أساس من الصحة، بأن يشهد الإنسان بما ليس له به علم، إما بدافع الحمية لمناصرة المشهود له بالباطل، وإما بدافع الطمع بما يعطيه المشهود له من مكافأة مالية أو غيرها، دون تفكير في العاقبة الوخيمة، ودون خوف من الله عز وجل، فإن الشهادة يجب أن تكون عن علم بالمشهود به، فقال الله تعالى كما جاء فى سورة الزخرف ” إلا من شهد بالحق وهم يعلمون” أي يعلمون بقلوبهم ما تشهد به ألسنتهم فلا يجوز للإنسان أن يشهد إلا بما يتحققه إما برؤية أو سماع من المشهود عليه ونحو ذلك مما يفيد العلم لدى الشاهد، وما لا يعلمه لا يجوز له أن يشهد به.

inbound1524574814874556890

فقال الله تعالى فى كتابه العزيز كما جاء فى سورة الإسراء” ولا تقف ما ليس به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا” فتحفظوا في شهادتكم، وتحرزوا مما تنطق به ألسنتكم فإن شاهد الزور قد ارتكب أمورا خطيرة، منها الكذب والافتراء، وقد قال الله تعالى فى كتابه الكريم فى سورة النحل” إنما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون” وقال الله تعالى فى كتابه الكريم فى سورة غافر”إن الله لا يهدى من هو مسرف كذاب” وإن من المحاذير التي ارتكبها شاهد الزور أنه ظلم الذى شهد عليه، فاستبيح بشهادته عليه دمه أو ماله أو عرضه، ومن المخاطر التي ارتكبها شاهد الزور أنه ظلم المشهود له حيث ساق إليه بموجب شهادته حق غيره ظلما وعدوانا، فباع بدنيا غيره. 

وظلم الناس للناس، فيا شاهد الزور لقد ظلمت نفسك وظلمت الناس للناس وبعت دينك بدنيا غيرك، فإنه شاهد بشهادته الحق باطلا والباطل حقا، وشاهد الزور يغرر بالحكام، ويفسد الأحكام، ويساعد أهل الإجرام، فكم أخربت شهادة الزور من بيوت عامرة، وضيعت حقوقا واضحة، وأزهقت أرواحا بريئة؟ وكم فرقت بين المرء وزوجه؟ وكم منعت صاحب الحق من حقه، وجرأت المفسدين على الفساد، وفي وقتنا قد كثر التساهل في الشهادة خصوصا في مجال التزكيات، فإذا طلب تزكية شخص تبادر الكثير إلى تزكيته دون علم منهم بحاله وسلوكه، ودون اعتبار لما يترتب على هذه التزكية من مخاطر، فقد يتولى هذا الشخص المزكى منصبا يسيء فيه إلى المسلمين، أو يستغل هذه التزكية للتغرير بالمسلمين وأخذ مالا يستحق. 

ومن التساهل في الشهادة الشهادة لشخص أنه يستحق من مال الدولة كذا وكذا والواقع خلاف ذلك، كما إذا وضعت الحكومة مساعدات للفقراء والمحتاجين، وهو ما يعرف بالضمان الاجتماعي فشهد شاهد أن هذا الشخص محتاج ومستحق، وهو ليس كذلك، فهذه الشهادات من الزور الذى حرمه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وكذلك فإن شهادة الزور تفسد المجتمعات وتحول دون تنفيذ أحكام الله تعالى وتغرر بالقضاة والمفتين وتفسد الدنيا والدين، فيجب على ولاة الأمور أن يعاقبوا شاهد الزور بالعقوبة الرادعة، ويشهروا أمره حتى يعرفه الناس ويحذروه ولا يثقوا به، ومن كانت عنده لأخيه شهادة بحق وجب عليه أداؤها عند الحاجة إليها، أى إذا دعيتم إلى إقامتها فلا تخفوها بل أظهروها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock