مقالات

الدكروري يكتب عن وما كان الله ليضيع إيمانكم

الدكروري يكتب عن وما كان الله ليضيع إيمانكم

الدكروري يكتب عن وما كان الله ليضيع إيمانكم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

سبحان الخالق العظيم القادر علي كل شيء، الذي لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، فإن في وصف الطبيعة تحتار العين من أين تبدأ النظر، ويحتار القلب فيما يحب أكثر، ويعجز اللسان عن قول كل ما يمكن قوله في وصفها، ففي كل جزء من أجزاء الطبيعة بحر من الغرابة والأسرار لا تدركه العقول بشكل كامل، وفي كل ركن منها فرصة للتأمل والتعلم، فالطبيعة أكبر مُعلم، وفيها تبدو الأشياء على سجيّتها دون تكلف أو تصنع، وما من شيء يكسر حاجز السكينة فيها سوى الأيادي الخفية التي تشوهها أحيانا مثلما يفعل فيها البشر، لكنها رغم ذلك فإن الطبيعة قادرة على أن تعين نفسها على الصبر والمقاومة والتجدد لأنها معجزة كاملة ومتكاملة، وكل ما فيها من أكبره إلى أصغره يُشكل حالة استثنائية خاصة فيه، ولقد روى البخاري حديثا عن البراء بن عازب رضي الله عنه. 

inbound145129126866666645

يوضح قصة تحويل القبلة، فيروي البراء أن النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم قد صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا، وكان يعجبه أن تكون قبلته إلى البيت، وأنه صلى، أو صلاها، صلاة العصر، وصلى معه قوم فخرج رجل ممن كان معه، فمر على أهل مسجد وهم راكعون فقال أشهد بالله لقد صليت مع النبي صلي الله عليه وسلم قبل مكة، فداروا كما هم قبل البيت، وكان الذي مات على القبلة قبل أن تحول رجال قتلوا لم ندر ما نقول فيهم، فأنزل الله “وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم” وكان النبي صلي الله عليه وسلم يصلي في مكة متجها إلى بيت المقدس والكعبة بين يديه، فلما هاجر إلى المدينة لم يستطع أن يجمع بين الأثنين، فصلى في بداية الأمر إلى بيت المقدس، وعقب ذلك بحوالي ستة عشر شهرا أو سبعة عشر. 

استقبل الكعبة، وكان صلي الله عليه وسلم يحب أن تكون قبلته إلى الكعبة قبلة إبراهيم، فكان يكثر الدعاء والتضرع إلى الله لذلك، ولذا أنزل الله سبحانه وتعالى” قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام” ويروي ابن كثير أنه بمجرد نزول الآيات خطب رسول الله صلي الله عليه وسلم في المسلمين وأخبرهم بتحويل القبلة، وكان ذلك في وقت صلاة الظهر، وقال بعضهم إن تحويلها حدث بين الصلاتين، وثبت في صحيحي البخاري ومسلم أن أول صلاة صلاها الرسول صلي الله عليه وسلم متجها إلى الكعبة كانت العصر، لكن لم يصل الخبر للمسلمين في قباء إلا في صلاة الصبح من اليوم التالي، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال “بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت، فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

قد أنزل عليه الليلة قرآن، وقد أمر أن يستقبل الكعبة، فاستقبلوها، وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة” وإن بيت الله الحرام والكعبة المشرفة، هي قبلة نبي الله موسى والأنبياء قبله، ويروي ابن كثير في البداية والنهاية أن الكعبة كانت قبلة الأنبياء قبل رسول الله صلي الله عليه وسلم فكان يصلي به موسى ومن قبله من المرسلين، قائلا إن اختيار أفضل الجهات في الصلاة هو اختيار لله أيضا للأمة المسلمة أن تكون خيار الأمم وخلاصة العالم وأشرف الطوائف، مستندا إلى قوله تعالى “وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا” وإن تحويل القبلة هو اختبار كاشف “من يتبع الرسول ومن ينقلب على عقبيه”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock