مقالات

الدكروري يكتب عن التعاون الاقتصادي في الإسلام

الدكروري يكتب عن التعاون الاقتصادي في الإسلام

الدكروري يكتب عن التعاون الاقتصادي في الإسلام

بقلم / محمــد الدكــروري

لقد أمرنا الله عز وجل بالتعاون علي الخير ومساندة الحق والإعتصام بكتاب الله عز وجل، ولقد حظي التعاون الاقتصادي بإهتمام بالغ من قبل النظام الإسلامي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن أطيب الكسب كسب التجار الذين إذا حدثوا لم يكذبوا وإذا ائتمنوا لم يخونوا وإذا وعدوا لم يخلفوا وإذا اشتروا لم يذموا وإذا باعوا لم يطروا، وإذا كان عليهم لم يمطلوا وإذا كان اليهم لم يعسروا” وقال الإمام علي بن أبي طالب رضى الله عنه “أفضل السخاء أن تكون لمالك متبرعا وعن مال غيرك متورعا” وإن السعي في قضاء حوائج الناس هو جزء من التعاون الاقتصادي الذي بوجوده ينتعش المجتمع، لأن وجود إنسان محتاج سيكون عالة على الاقتصاد وسيؤدي إلى انهيار الحياة الاقتصادية المرفهة، وقيل “من أتاه أخاه المؤمن في حاجة فإنما هي رحمة من الله ساقها إليه.

inbound4239234117361095308

فإن فعل ذلك فقد وصله بولايتنا وهي موصولة بولاية الله عز وجل، وإن رده فقد ظلم نفسه وأساء إليها” فلماذا ظلم نفسه وأساء إليها، لأن وجود إنسان محتاج يشكل ثغرة اجتماعية واقتصادية سيكون لها آثارا وخيمة على اقتصاديات المجتمع وبالتالي سيقع تأثيرها على جميع أبناء المجتمع بما فيه الشخص الغني، لأن وجود محتاج بلا سيولة نقدية يعني الجمود الاقتصادي بينما وجود السيولة بيد المحتاج سيحقق حركة في السوق بالتبادل السلعي، فهؤلاء الذين يسعون في قضاء حوائج الناس بتقديم المال لهم سواء عن طريق الهدية أو الصدقة أو القرض سيساهموا في بناء الحياة الاقتصادية المرفهة “وإن لله عبادا في الأرض يسعون في حوائج الناس هم الآمنون يوم القيامة” ولقد كانت الرسالة المحمدية رسالة سلام وإنسانية والرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هو رسول الإنسانية. 

وإن للجوانب الإنسانية في الإسلام صور عديدة تشمل أفرادا وأعمارا وألوانا مختلفة من ضعاف المجتمع، فمنها الإنسانية في التعامل مع الخدم والعبيد، ولم تكن هذه الوصية بالخدم والعبيد فترة معينة في حياته، أو عند ظروف مخصوصة، إنما ظل كذلك حتى لحظات موته الأخيرة، وكان من آخر وصاياه للمسلمين ” الصلاة الصلاة وما ملكن أيمانكم” ومنها الإنسانية في التعامل مع الأطفال والصبيان فقد كان صلى الله عليه وسلم رحيما بالأطفال، ومنها الإنسانية في التعامل مع الضعفاء ولين الجانب لهم، ومنها الإنسانية في التعامل مع الأسرى، وقد تجلت مظاهر الإنسانية في تعامل رسول الله مع الأسرى، وروى أنها جُعلت في حظيرة بباب المسجد، فمر بها رسول الله فقامت إليه، وكانت امرأة جزلة أي عاقلة فقالت يا رسول الله، هلك الوالد، وغاب الوافد، فامنن علي من الله عليك. 

فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ” قد فعلت فلا تعجلي بخروج حتي تجدي من قومك من يكون له ثقه حتي يبلغك إلي بلادك ثم آذنيني” وتقول ابنة حاتم الطائي وأقمت حتى قَدم ركب من بلي أو قضاعة، وإنما أريد أن آتي أخي بالشام، فجئت فقلت يا رسول الله، قد قدم رهط من قومي لي فيهم ثقة وبلاغ قالت فكساني، وحملني، وأعطاني نفقة، فخرجت معهم حتى قدمت الشام، وهنا وقفة مع هذا الموقف العظيم نرى فيه بوضوح هذا التعامل الإنساني الرحيم من رسول الله صلي الله عليه وسلم مع هذه الأسيرة حيث لم يرضي لها أن تخرج منفردة وحيدة، بل طلب منها ألا تتعجل بالخروج حتى تجد من قومها من يكون ثقة فتسير معه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock