مقالات

الدكروري يكتب عن التربية وتظيم السنة النبوية

الدكروري يكتب عن التربية وتظيم السنة النبوية

الدكروري يكتب عن التربية وتظيم السنة النبوية

بقلم / محمـــد الدكــروري

إن بعض الآباء والأنهات في هذا الزمان قد يقومون بتعليم أبناؤهم بعض الأشياد الدنيوية مثل كيفية صب القهوة في الفنجان وكيفية مسكة الكنكه والفناجين، ولكن لا يعلمه الصلاة والطهارة والسلام ورد السلام مثل الاهتمام بعملية كنكة القهوة، وكذلك تعليمه قضية القهوة هذه مسألة مهمة، لأن فيها أدب الضيافة، ما يمسك باليسار وما يقدم باليسار، لكن هناك آداب أيضا لا تقل أهمية عنها، فلماذا نتمسك بعملية القهوة ونترك الآداب الأخرى، ويدخل الولد بدون سلام، وإذا سلم الشخص ما رد السلام، وإذا عطس لا يعرف ماذا يقول، ولا يتنبّه لهذا، فقيل أنه عطس رجل عند ابن المبارك ونسي أن يحمد الله، فأراد ابن المبارك رحمه الله أن ينبهه دون أن يحرجه، فقال يا أخي ماذا يقول الرجل إذا عطس؟ قال يقول الحمد لله، قال يرحمك الله، وتنبه الشخص. 

inbound4946061787651591294

وقيل أن أبو داود رحمه الله استأجر قاربا، سمع رجل على شاطئ النهر يحمد الله، الهواء أوصل له العطسة والحمد فاكترى قاربا فذهب إليه فقال يرحمك الله، من تعظيم السنة، وكذلك إعطاء الولد مكانته واحترام مشاعره، فالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال للغلام حيث كان عن يمينه غلام، وعن يساره الأشياخ، فلما أتي له بماء اللبن قال يا غلام إن أذنت لي أعطيت الأشياخ لك الحق أنت على اليمين، إن أذنت أعطيت الأكبر، لكن أنت على اليمين وأنت الأحق، قال “ما كنت لأوثر بنصيبي منك يا رسول الله أحدا” رواه البخارى، أنا أشرب بعدك وأنا أريد البركة، ولا يمكن أن أتنازل عنه، فوضعها في يده، ما قال له أنت صغير، أنت ما تفهم وهذا أكبر منك، وإنما أعطاه إياها لأن ذلك حقه، وكان صلى الله عليه وسلم يكني الصغار. 

فيقول “يا أبا عُمير ما فعل النغير” رواه البخارى ومسلم، وأبو عمير هذا أخو أنس بن مالك كان ولد صغير يلعب بطير نغير، وقال صلى الله عليه وسلم “هذا سنه يا أم خالد” رواه البخارى، وأم خالد هذه كانت بنت صغيرة لما لبست ثوبا حسنا جميلا، قال صلى الله عليه وسلم “هذا سنه يعني جميل” بلسان أهل الحبشة، هذا سنه يا أم خالد، كنى ذكرا وكنى أنثى لأن التكنية يا إخوان مما تربي في الولد الإحساس بالمسئولية أبو فلان يا أبا فلان يا أم فلان ولو هو صغير هو يسمع هذه الكلمة فتكبر في نفسه، ومما ينبغي الاهتمام به كذلك هو مسألة عدم خلط الأولاد أو الذكور مع الإناث في السن التي يتفتحون فيها على معالم الجمال والنظر إلى الجنس الآخر، قال سحنون المالكي رحمه الله”أكره للمعلم أن يعلم الجواري ويخلطهن مع الغلمان لأن في ذلك فساد لهن.

بل حتى الإخوان في البيت والأخوات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “وفرّقوا بينهم في المضاجع ” رواه أحمد، بمعنى فصل فراش الولد هذا عن فراش الولد هذا وفرق بينهما، وما هو فقط بين الذكور والإناث، حتى الذكور مع الذكور، والإناث مع الإناث، بل قال بعض العلماء عبارة مهمة، قال إن أول فساد للأولاد بعضهم من بعض، قال أول ما يجري الفساد على الأولاد ينشأ منهم وبينهم بعضهم من بعض، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “وفرقوا بينهم في المضاجع” وكان الشيخ بن باز رحمة الله عليه يرى احتجاب البنت إذا جاوزت سبعا مثل الصلاة، أنها تبدأ تعلم عند وجود أجانب بأن تلبس الغطاء، والتعويد مهم لأنه ليس إذا بلغت قلنا الآن يلزمك.

حتى البنت لو صارت تسع وعشر وإحدى عشر فيه من يطمع فيها مع وجود الفساد، ولذلك لا بد أن يحسب لهذا الأمر حسابه، وبعض البنات ربما يكون جرمها كبير، صحيح أن عمرها ثمانى وتسع وعشر، لكن جرمها كبير، ولذلك لابد من الالتفات إلى هذه القضية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock