حوارات حصرية
حوار مع الكاتبة والروائية / بريهان احمد
حاورها / محموددرويش
إن نزعة الكتابة لا تدرس في مدرسة خاصة ولا تحويها الكتب . يقول سارتر في سيرته الذاتية : كان هناك من يتكلم داخل رأسي.
حين تزورك الشمس في يوم غائم وتظل لا تبرح حيناً …فاعلم أن حدثا جللا واقع لا محالة وان وليدا غضا على وشك أن يرى النور، لأنه سيقلب حياتك رأسا على عقب ، فما تلك الإشارات الا علائم من علامات المخاض وما عليك سوى ترقب وانتظار لحظة الولادة ولادتك انت ككاتب وولادة الكلمة فيك.
ضيفتنا وضيفتكم كاتبه وباحثه ومفكره عاركت الحياة بحلوها ومرها ترى في القراء والكتاب واجب قبل أن يكون هواية
1- في البدايه كيف تقدم ” بريهان احمد” نفسها للقارئ؟
كاتبة ، وناقدة أدبية تبحث عن كل ما يثير الشغف ، وجدت شغفها وعالمها بين ضفاف الكُتُب والورق .
2- من هو مثلك الاعلي في الكتابه وبمن تأثرتي؟
في حقيقة الأمر ليس لدي كاتب واحد بل في كل مجال ليِّ شخص استفيد من تجربة نجاحه ، يمكننا أن أقول أن كل إنسان ناجح لديه تجربة ملهمة يعزز داخلي الاستمرارية .
3- من اكتشف في دواخلك موهبة الكتابة وساعدك على ذلك؟
هم كُثر في حقيقة الأمر أولهما شعوري منذ الصغر أنني أرى عالم أخر داخل عقلي، ثانيهم أمي وأبي ،وخالتي التي كانت تقرأ كل حرف أكتبه دون ملل ولا شعور بالنفور مما أكتب حتى إذ كان غير مرتبا.
4- هل هناك قواعد لكتابة القصة عند بريهان احمد؟
بلي ، هناك خطط أولا عندما تأتي لك فكرة لابد أن تكتب على الورق فورًا في أقل من عشر سطور ، ثانيًا بداية رسم الشخصيات المحورية والثانوية ، رابعا رسم الحيز المكاني من حيث المكان المغلق والمفتوح حيث تحرك الشخصيات داخلهما ، خامسًا أن الوضع في الاعتبار أن ما يكتب مسودة أولى للعمل لتنقيح ما يجب تنقيحه و تعديله.
5- هل للملتقيات والصالونات الأدبية دورا في نشر وتطوير أي عمل إبداعي كيفما كان نوعه؟
في حقيقة الأمر هي حلقات تساعدك وتسهل على القارئ أن يكون قريب من كاتبه المفضل ؛ لكنّي على وجه الخصوص لا أفضل ذلك للكاتب في مسيرته الأولي لكثرة انشغاله أرى أن فيها إهدار للوقت خصوصا إذا كان في بداية طريقه .
6- هل لديك طقوس خاصة جدا أثناء الكتابة؟
طقوسي سهله جدا تناسبني في كل مكان لأنني كثيرة التنقل بين الأماكن ، أعشق الكتابة قبل الفجر إلي الصباح ، لابد من سماع موسيقي لأنها تأخذني لعالم بعيد حيث الخيال بالطبع وضع سماعات الأذن على رأسي ومن هنا تبدء رحلتي .
7- يقول الكاتب المغربي محمد سعيد الريحاني في مجموعته “موسم الهجرة إلى أي مكان”: (مهمة القصة: إعادة تشكيل العالم وإعادة تفسيره وإعادة تجديد الرؤية وإعادة رسم المجرى للحرية والانطلاق والركض… لأن القصة القصيرة تبقى بحثا فنيا عن معنى الوجود وسعيا حثيثا للإمساك باللحظة المنفلتة وإيقاف الصور والذكريات الهاربة أبدا وتخليدها.) ما هو الشيء الذي تبحث عنه أديبتنا وهي تكتب قصصها وما هي الذكريات التي تحاولين القبض عليها في زحمة ما نعيشه ونعانيه يوميا؟
الإجابة صعبة جدًا ، أبحث عن ذاتي وذكرياتي الأيام التي مرت بحلوها ومرها الذكريات التي غفت ولم تتركنى لذلك كتبت عملي الأول ” بقايا جيل التسعينيات ” دونت فيها كل ما مر عليِّ ، رغم أنها لم تكن تجربتي الأول في الكتابة لدي رواية استغرقت في كتابتها خمس سنوات لكنها لم تنشر بعد لأنها في مرحلة الاختمار ماقبل النهائي.
8- لا يختلف اثنان في كون الخاطرة تكتب عندما يتعرض الإنسان لموقف ( عاطفي مثلا) فتتحرك أحاسيسه، ويبقى هاجس الموقف يلهب خياله، فيكتب أحاسيسه تجاه الموقف.
فما هي المواقف التي توقظ فيك لهيب الخيال لتبدعي خاطرة؟
كل موقف يستحق التأمل ، ليس بالضرورة أن يكون الموقف عاطفي فحسب ممكن أن يكون مبنى قديم فقد أحبابه فرحل عنه من كانوا يحيوا فيه ، رحيل روح غادرت الحياة ، قصة فيها غموض وأسرار ، المواقف كثيرة لمن يفكر وهي نقمة العقل الحقيقية ونعمته في آن الوقت أن يهبك الله عقلا لا يتوقف عن التفكير والإدراك.
9- المسابقات الأدبية في كل دول العالم أصبحت ظاهرة عالمية لما للمسابقات من أهمية، بل هناك من خصصت جوائز مالية وامتيازات كثيرة تشكل حوافز للمبدعين. هل شاركت في إحدى هذه المسابقات ؟ وماذا أضافت لمسيرتك الإبداعية ؟
المسابقة الحقيقية هي أن ينال عملك إعجاب القراء ويثير داخلهم التساؤلات ، أن يجعل من لا يقرأ يرغب في اقتناء كتابك لقرائته تلك هي الجائزة التي تستحق بالنسبة ليِّ ، ربما لو اتيحت الفرصة للمشاركة لن أتردد لكن في وقتها المناسب .
10- هل لازالت القصة قلعة ٱمنة يلجأ إليها المبدع ليحتمي فيها من إعصار الحزن والاغتراب والشجن والانكسارات ؟
القصة القصيرة لا تقل أهمية عن الرواية ولا المسرح بل هي أحداث مكثفة وفيها الكثير من التقنيات لكن التمييز الحقيقي في الرؤية و اختزالها بصورة متقنة.
11- هناك من يقول أننا حاليا فى زمن الرواية والقصة القصيرة جدا والومضة .. ما رأيك ؟
المعايير تختلف من شخص لأخر ليس هناك قاعدة ثابتة ، لأن هناك من يرغب في قراءة الرواية وهناك من يرغب في القصة الطويلة والقصيرة والأقصوصة ، الأمر يختلف من شخص إلى أخر ومن قارئ لقارئ ، القاعدة ليست ثابتة ولكل شخص تجربته الإبداعية التي لأبد أن ينظر لها بعين الاعتبار والتقدير.
12- يخطئ القلب مرة فيعاقبه العقل سنين..
هل أنت مع قول دوستويفسكي ؟!
نعم ، من منَّا فارغًا من الأخطاء ! التجربة هى عين الإبداع.
س_ تتنوع اهتماماتك وإبداعاتك الأدبية من رواية وقصة قصيرة وقصيرة جدا وخاطرة ويوميات .. فأين تجدين نفسك أكثر ؟ ولماذا؟
الرواية لم تنشر بعد لكنها على مشارف الانتهاء ، أجد نفسي في كل ما يثير داخلي الفن و يخلق لي عالما جديدًا.
13- انتعشت في السنوات الأخيرة ظاهرة المقاهي الثقافية، حيث غدا المقهى وسيطا بين جمهور متعطش للثقافة والفكر والفن ومبدعين يبحثون عن صدى إبداعهم لدى المتلقي.
ما رأيك في المقاهي الثقافية ؟ وهل شاركت فيها يوما ؟
لا أعرف لكني شخصية تميل كثيرًا للقراءة داخل المكتبات وأغلب الوقت استثمر وقتي في القراءة والكتابة ومع العائلة ، وجودي في صالونات الثقافة لا يستهوني كثيرا أو لم بالمعني الأدق لا تصادف مرة مع حالتي المزاجية.
14- ما هي الرسالة التي تتوخين إيصالها من خلال كتاباتك؟
أي شئ يتعارض مع طبيعة الإنسان ، ذلك لا ينفي أنتا لأبد أن نعرض بعض السلبيات لكن مصحوبة بالنتائج أو الحلول .