الدكروري يكتب عن ومن اوفا بعهده من الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد أمرنا الله عز وجل أن يوفي الناس بالحقوق, وأن يوفوا بالعقود ومدح ربنا نفسه فقال تعالي “ومن اوفا بعهده من الله” وامر الله تعالى المؤمنين فقال تعالي ” يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود” وإذا كان بينك وبين شخصا عقدا يتعلق بدين فعليك أن توفي به, فإذا كان يتعلق بوظيفة فأوف به, وإذا كان يتعلق بينك وبين امرأة بزواج فأوفوا به، فإن الله عز وجل يحاسب العباد يوم القيامة على ما اوفوا به من عقود أو على ما قصروا, فقال النبي صل الله عليه وسلم ” ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة، رجل أعطي بي ثم غدر، ورجل باع حرا وأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفي منه ولم يعطه أجره” ولما كان نبي الله اسماعيل عليه السلام يعد الناس فكان يوفي بالحقوق فمدحه ربنا عز وجل فقال تعالى “واذكر في الكتاب اسماعيل إنه كان صادق الوعد”
كان إذا وعد احدا أن تعطيه مالا أو أن يوفيه مالا أو أن يعمل له كذا واوفى بالحق وقضى فمدحه الله فقال الله عز وجل “إنه كان صادق الوعد” وقد ذكر أن نبي الله اسماعيل عليه السلام واعد شخصا في مكان فتأخر عنه ذلك الرجل فقيل لإسماعيل لو عدت إلى بيتك قال لا لعل له عذرا, قال فلبث في مكانه ثلاثة ايام حتى لا يكون اخلف الوعد، فهي رسالة إلا بعض الناس اليوم ممن لا يعبؤون بالناس اليوم في مثل ذلك، وقد اخبر رسول الله صلي الله عليه وسلم اخبر أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها قصرت في الهرة في الطعام والشراب فأدخلها الله تعالى النار في هرة حبستها لاهي اطعمتها حبستها لاتأكل من خشاش الأرض، فإن هذه المرأة لما قصرت في حق حيوان حسبها الله تعالى على ذلك فما بالكم بمن يقصر في حق انسان قد وعده.
وكتب بينه وبين عقدا وعاهده، وقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم اوفى الناس في الحقوق مع الناس ولا يعد عليه الصلاة والسلام بشيء أو يجعل بينه وبين احد عقد وفاء عليه الصلاة والسلام، ولما كتب عليه الصلاة والسلام صلح الحديبيه، وكان من بنود الصلح أن من جاءك من المسلمين الذين في مكة مهاجرا إلى المدينه فلا تقبله واما من ارتد من المسلمين في المدينه وذهب إلى مكة مستنصرا بالكافرين فإنه يقبل ووافق النبي صلي الله عليه وسلم على هذا العقل ثقة في ايمان اصحابه الذين يبقون في مكة، وفي ثباته على الدين ورغبه عن من يريد أن يرتد فهو لا يحتاج اليه، وبعدها بأيام يجيء رجل من مكة إلى المدينة كان يعذب عذابا شديدا يفتن في دينه صباحا ومساء فأقبل إلى المدينه وإذا به يقف بين يدي النبي صل الله عليه وسلم قال.
أنا فتنت في ديني ويريدون أن يعيدونني إلى عبادة الأصنام يارسول الله ضمني اليكم في المدينه يارسول الله اقبلني لايوجد مجموعة اسلاميه في الكون إلا انتم يارسول الله اقبلني وهو أبو بصير رضي الله عنه فرفع النبي صل الله عليه وسلم بصره اليه، وقال إن بيننا وبين القوم عهدا فالنبي صلي الله عليه وسلم بينه وبين الكافرين عهدا ومع ذلك يلتزم به، فقال إن بيننا وبين قومنا عهدا, قال يارسول الله ارجع افتن في ديني فسكت عليه الصلاة والسلام, ثم قال إن بيننا وبين القوم عهدا وعقدا، وإذا بالمشركين يرسلون رجلين إلى هذا الرجل لأجل أن يرجعوه فيأمرهم عليه الصلاة والسلام بالرجوع معهما، ولما كانوا في وسط الطريق قام هذا المسلم إلى أحد هذين الكافرين وقتله.
وهرب الكافر الثاني ثم اقبل إلى النبي عليه الصلاة والسلام قال يارسول الله اقبلني اليك قال ان بيني وبين القوم عهدا وعقدا ومضى الرجل ثابتا على دينه حتى حصل له قصة بعد ذلك.
زر الذهاب إلى الأعلى