مقالات

الدكروري يكتب عن عندما سجد المشركين لله

الدكروري يكتب عن عندما سجد المشركين لله

الدكروري يكتب عن عندما سجد المشركين لله

بقلم / محمـــد الدكـــروري

دخل النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ذات يوم بيت الله الحرام ليصلى لله جل جلاله والمشركون ينظرون إليه بتغيظ شديد، ورفع الحبيب صوته بالتلاوة فقرأ سورة النجم كاملة، فالرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي يتلو، فليست التلاوة الآن لبشر عادى يتلو، ولكنه صلى الله عليه وسلم يتلو والمشركون يسمعون القرآن من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم السورة كاملة وقرأ في آخر السورة آيات جليلة تخشع لها الحجارة وتخشع لها الجبال والقلوب فقرأ قول الحق سبحانه وتعالى من سورة النجم ” أزفت الآزفه، ليس لها من دون الله كاشفه، أفمن هذا الحديث تعجبون، وتضحكون ولا تبكون، وأنتم سامدون ” أي ترقصون وتطلبون وتزمرون ثم يقرأ ” فاسجدوا لله واعبدوا ” 

وخر النبي صلى الله عليه وسلم لله ساجدا لربه، فلم يتمالك أحد من المشركين نفسه فخر ساجدا لله” رواه البخاري، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال ” سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنجم، أي بسورة النجم، وسجد معه المشركون والمسلمون والجن والأنس ” رواه البخاري، فعندما سجد النبي صلى الله عليه وسلم سجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس وهذا هو السر الذي جعل المهاجرون الأوائل الذين هاجروا من بطش المشركين فرارا من مكة إلى الحبشة، وهذا هو السر الذي جعلهم يرجعون من الحبشة بعد هجرتهم الأولى لما بلغهم الخبر بأن المشركين سجدوا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وظنوا أنهم آمنوا بالله عز وجل فعادوا إلى مكة.

ولكنهم عندما رفعوا رؤوسهم جميعا أنكروا ما فعلوه وما صنعوه ولكنه القرآن الذي صدع عناد الكفر في رؤوسهم، فسجدوا جميعا لله من جلال القرآن وروعته وعظمته، وهذا الوليد بن المغيرة والد فارس الإسلام وسيف الله المسلول والد خالد بن الوليد كان متعنتا متكبرا منكرا فلما ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليعرض عليهم الملك والجاه والسلطان حتى يرجع إلى دين آبائه وأجداده، وقد قرأ عليه النبي آيات جليلة من القرآن الكريم قال الوليد كلماته الخالدة في حق القرآن، والحق ما شهدت به الأعداء، قال الوليد والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو ولا يعلى عليه، وهذا هو الصحيح هذه هي الكلمات الصحيحة وإنه ليعلو ولا يعلى عليه. 

فكانت هذه شهادة كافر عنيد للقرآن فلما انطلق بهذه الكلمات للمشركين قالوا إذا صدق والله الوليد، إذن لتصبأن قريش كلها وعاد حتى لا تضيع زعامته في القوم ففكر وقدر الأمر من جميع جوانبه ثم عاد ليعلن شهادته الظالمة في حق النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع الأطفال والصبيان، هو ما روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان يمر بالصبيان فيسلم عليهم، وكان صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي فيسرع في الصلاة مخافة أن تفتتن أمه، وكان صلى الله عليه وسلم يحمل ابنة ابنته وهو يصلي بالناس إذا قام حملها وإذا سجد وضعها، وجاء الحسن والحسين وهما ابنا بنته وهو يخطب الناس فجعلا يمشيان ويعثران. 

فنزل النبي من المنبر فحملهما حتى وضعهما بين يديه ثم قال “صدق الله ورسوله ” واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم ” نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان فيعثران، فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock