دين ودنيا

الدكروري يكتب عن عندما ترحل الإنسانية

الدكروري يكتب عن عندما ترحل الإنسانية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إنه إذا استحكم الظلام في النفوس، وطغى طوفان المادة الجافة آذنت الإنسانية بالرحيل، كما قال قائلهم، إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب، وإن لم تجهل يُجهل عليك، وإن لم تتغد بِزيد تعشّى بك، فعليكم بالإنسانية والرفق واللين والرحمة بجميع فئات المجتمع، الآباء والصبيان والأرامل والعجزة والأجراء فإننا إن فعلنا ذلك تحقق فينا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” مثل المؤمنين فى توداهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضورا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ” رواه مسلم، وإن القرآن العظيم مُؤثر في القلوب والنفوس والأرواح لأنه كلام العليم الخبير بما يصلح هذه القلوب والنفوس في الدنيا والآخرة، ومن هذا التأثير هو تأثيره على علماء أهل الكتاب وغيرهم من أهل العقول.

وإن التأثر بالقرآن من علامات الإيمان، فقال الله تعالى فى سورة الأنفال ” إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون ” وإن المُؤمنون الصادقون في إيمانهم، الخائفون من ربهم تقشعر جلودهم عند قراءة القرآن، ولقد ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل الرائع في التأثر بالقرآن والتجاوب مع آياته الكريمة وجاءت الأحاديث تدل على خشوع النبي صلى الله عليه وسلم وتأثره بقراءة القرآن الكريم، وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” من قرأ عشر آيات من الكهف عصم من فتنة الدجال” وعن عصمة بن مالك رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لو جمع القرآن في إهاب ماأحرقه الله في النار”

وعن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة, والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران” رواه البخاري ومسلم، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم” إقر علي القرآن فقلت يا رسول الله اقرأ عليك وعليك أنزل, قال ” إني أشتهي أن أسمعه من غيري فقرأت حتى إذا بلغت “فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ” فرفعت رأسي فرأيت دموعه تسيل” رواه البخاري ومسلم، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” لا حسد إلا في اثنتين, رجل آتاه الله الكتاب وقام به آناء الليل, ورجل أعطاه الله مالا, فهو ينفق به آناء الليل والنهار” رواه البخاري ومسلم.

وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “يؤتى يوم القيامة بالقرآن, وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا, تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما ” رواه مسلم، ولقد اهتم الإسلام اهتماما بالغا بالآخر، وقد جاءت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية تؤكد علاقات السلم والسلام والأمان مع غير المسلمين من السائحين والزائرين والمقيمين سواء من أهل الكتاب أم من غيرهم، فقد قال الله تعالى فى كتابه الكريم فى سورة الممتحنه ” لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ” وقال الطبري لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين من جميع أصناف الملل والأديان أن تبروهم وتصلوهم، وتقسطوا إليهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock