دين ودنيا

الدكروري يكتب عن العلم الوطني والهوية

الدكروري يكتب عن العلم الوطني والهوية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن العلم هو الأمر المعنوي والذي يقوم بربط كافة أبناء الشعب والقضية الواحدة، ومن سماته الخاصة به أنه شيء مادي ملموس، كما إن له رسم وشكل محدود وبألوان محددة إلا أنه يشير إلى أمر معنوي وهو الهوية الوطنية، وأيضا الحقوق المشتركة حيث أن أبناء الوطن الواحد لديهم نفس الحقوق وعليهم، ومن تلك الحقوق حقوق التعليم وحق التعبير عن الرأي والكرامة والعزة والملكية، والواجبات وهي تلك التي تتعلق بالفرد سواء أكان في مجال العمل أو التخصص أو النشاط أو الجماعية، كما تظهر في شكل مؤسسات وما يجب القيام به تجاه الوطن، وتعد الهجرة إحدى أشكال تهديد الهوية الوطنية، بحيث يصعب على الفرد التقيد بالعادات المجتمعية والأحكام والأعراف الموجودة في وطنه وهو خارجه.

كما أن الدولة التي تعامل أفرادها على أساس غير مدني وتراعي اختلافاتهم، في العرق أو الدين أو اللغة سيفقد الأفراد شعورهم بالانتماء للهوية الوطنية والقومية، بالإضافة إلى محدودية الموارد المالية والبطالة اللذان سيعملان على اضطراب الوضع الاقتصادي والمعيشي مما سيهدد الهوية الوطنية، بحيث يجبر الفرد على الانتقال والهجرة من وطنه، مما يسهم في تهديد الهوية الوطنية لدى الأفراد واتباعهم المجتمع الجديد الذي يقدم الدعم المالي للفرد، وتعد الهجرة وقلة الوعي الديمقراطي وسوء الأوضاع المعيشية من أهم مهدّدات الهوية الوطنية، ويتم المحافظة على الهوية الوطنية من خلال تعزيز خمسة عوامل أساسية موجودة في كافة المجتمعات وهي تعزيز المفاهيم الأساسية للانتماء.

ويتم ذلك من خلال مشاركة جميع فئات الشعب جنبا إلى جنب، في مواجهة التحديات المختلفة مثل التشتت والتفكك وهذه المشاركة أحد عناصر الهوية الوطنية التي تسهم في تعزيز الهوية الوطنية لدى الشعوب، وأيضا الثقافة، حيث يكمن دور الثقافة في تعزيز الهوية الوطنية في أنها تعمل على زيادة الوعي والتماسك المجتمعي وتسهم في بناء هوية وطنية قوية وبناء مجتمعات مستدامة وواعية، وكذلك الوحدة، حيث تعمل الوحدة على تقليص الاختلاف بين الأفراد، وغرس روح العطاء في المجتمع دون توقعات ودون مقابل، وأيضا إبراز دور المواطنين وذلك من خلال تعزيز الأعمال والإنجازات التي يقوم بها المواطنين والحفاظ على مخرجات الدولة ومنتجاتها.

وتحقيق التوازن بين المواطنين والوافدين، حيث يسهم حدوث التوازن بين الوافدين والمواطنين الأصليين في تعزيز روح الإنتماء وتقوية الهوية الوطنية لدى الأفراد، ويتم الحفاظ على الهوية الوطنية من خلال قيام الحكومات والمواطنين ببعض الواجبات وأخذ الحقوق التي يحتاجها كل فرد داخل المجتمع، وإن الدخول تحت مظلة هذه الهوية والاندماج فيها فرض متعيّن على المكلفين من بني آدم إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها، فالأمر ليس اختياريا ولا مستحبا، ولكنه واجب عيني على الناس كافة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان مِن أصحاب النار” رواه مسلم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock