الدكروري يكتب عن العطور الكحولية والزيتية
بقلم / محمــــد الدكـــروري
لقد نهي النبي صلي الله عليه وسلم النساء من التعطر والتطيب وهي خارجه من بيتها، ورتب علي ذلك بوقوع عقوبة كبيرة علي المرأة التي تطيبت وشم ريحها، ولكن هناك سؤال عن حكم التعطر بالعطور للرجال التي يخالطها الكحول، فهل العطور التي يخالطها الكحول هل هي محرمة؟ فنقول بأن الأولى أن يستعمل الإنسان العطور الزيتية، وهذه بإجماع العلماء لاشيء فيها، أما العطور التي يخالطها الكحول عند المتشددين محرمة، وعند المعتدلين قالوا هذه نجاسة حكمية

معفو عنها، وحينما تزول من الجلد تزول نجاستها، فالإنسان الأولى أن يستخدم العطور الزيتية، وإذا استخدم العطور الكحولية فعند المعتدلين لا يرون بها بأسا لأنها نجاسة حكمية وليست حقيقية، ولأنها نجاسة معفو عنها، ولأنها إذا تبخرت زالت نجاستها.
والحل الوسط أنك إذا كنت على وشك الصلاة ينبغى ألا تستعملها وهى العطور الكحولية أما العطور الزيتية فلك أن تستعملها قبل الصلاة، وهذا هو الرأى المعتدل، فإن أخطر موضوع بعد معرفة الله عز وجل الحلال والحرام، لأنك إذا عرفته تشعر باندفاع قوى إلى أن تبحث عن أمره، وتطبق أمره، وطلب الفقه حتم واجب على كل مسلم، انطلاقا من معرفته بالله عز وجل، وانطلاقا من حبه له، وانصياعا لأمره، فعليه أن يعرف أمره, كيف تأتمر بأمره إذا لم تعرف أمره؟ كلام عام ائتمروا بأمر الله، أطيعوا الله، كلمة أطيعوا الله من لوازمها أن تعرف أمر الله، وأن تعرفوا حكم الله، وأن تعرفوا الحلال، والحرام، والمكروه، والمندوب، والمباح، والواجب، وإذا تكلمنا عن المسكن والبيت فى الحلال والحرام فسوف نقول بأنه من حق المؤمن.
أن يكون له مكان يؤويه من عوامل الطبيعة، ويشعره بالخصوصية، والحرية، والاستقلال، فالإنسان لو سكن مع إنسان آخر لا يشعر بالخصوصية أبدا، وأحيانا يكون الإنسان في سفر مع شخص هذا الشخص يقيد حريته، فالمنزل والمأوى للمؤمن كما ورد هو جنة المؤمن داره، وداره تقيه من عوامل الطبيعة، من الحر، والقر، والرياح، والمطر، ويشعره بالخصوصية، ويشعره بالاستقلال والحرية، والعوام لهم أقوال كثيرة في البيت، فقيل أن البيت مأوى، وقيل أنه ذات مرة سأل ملك وزيره فقال له من الملك؟ قال أنت، قال لست أنا، فإن الملك رجل لا نعرفه ولا يعرفنا، له بيت يؤويه، وزوجة ترضيه، ورزق يكفيه، فإن المسكن من نعم الله عز وجل على العبد، فالإنسان في البيت يستريح، وتسكن النفس في البيت.
لذلك سمى البيت سكنا، لكن ضجيج المدينة ألغى هذه الصفة في البيت، لا تستطيع أن تنام، ضجيج مستمر، لكن لا يسمى السكن سكنا إلا إذا خيم عليه السكون فالنفس تسكن في البيت، ولذلك الإنسان إذا ذهب إلى الريف، ونام في بيت بعيد عن الضوضاء، والضجيج، يشعر بخدر فى أعصابه، بسبب السكون، والأذكياء والعقلاء يسكنون في أماكن هادئة، والمؤمن دائما يعرف ما عنده، الهواء النقي، والماء النقى، وهذا من نعم الله على العبد، والله عز وجل يقول فى سورة النحل ” والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين” وكيف أن الزوجة سكن، والبيت سكن، فإذا اجتمع البيت مع الزوجة صار سكنا وسكنا، وهذه نعم كبرى ينبغي أن نشكرها.
زر الذهاب إلى الأعلى