دين ودنيا

الدكروري يكتب عن الإلتزام بما جاء في كتاب الله

الدكروري يكتب عن الإلتزام بما جاء في كتاب الله

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الإلتزام بما جاء في كتاب الله عز وجل يضمن للإنسان حياة طاهرة، كما ويضمن له القوة، والحضارة، وغير ذلك من النعم التي لا تحصى، فقال الله تعالى ” ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون” وإن واجبنا نحو القرآن الكريم هو أنه نعلم أولا أنه شرّف الله تعالى القرآن على باقي الكتب السماوية السابقة، وذلك بحفظه، ورتب على قارئه وحافظه الأجر العظيم، فمن واجب الأمة تجاهه هو المسارعة إلى تلاوته والبعد عن هجره، والمشاركة في حفظه، لما في ذلك من الفضائل والفوائد فهو كلام الله سبحانه وتعالى، وهو المرجع عند الخلاف، كما أن في ذلك اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، الذي كان يداوم على تلاوته وحفظه.

واقتداء بالصحابة الكرام رضي الله عنهم، وكما يُعد القرآن الكريم كتابا كاملا وشاملا للحياة، وينبغي على قارئه حُسن التعامل معه، ومن حسن التعامل معه التأثر به، والنظر إلى الجوانب التي يهتم بها، مع الالتفات إلى الأهداف الأساسية له، وإلى مقاصده الرئيسية فالله تعالى، لم يُنزل القرآن ليكون كتابا للرُقية أو للاستشفاء به، أو لقراءته عند الأموات أو في بيوت العزاء فقط، وإنما ينبغي للمسلم النظر إليه على أنه كلام وكتاب الله تعالى، فيقول ويحكم به، ويلتزم بأوامره، ويثق به، ويدعو الناس إليه، مع استشعار أن كلام القرآن موجه له، وأنه هو المُخاطب بآياته وذلك باتباع أوامره واجتناب نواهيه، وأخذ العبرة من قصصه، ولقد بيّن الله تعالى، لعباده الصفة والكيفية التي ينبغي عليهم قراءة القرآن بها.

والتي أمر بها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهذه الصفة جاءت بقوله سبحانه وتعالى ” ورتل القرآن ترتيلا ” أي بطمأنينة مع مراعاة أحكامه، وعن الحكم بن عبد السلام بن النعمان بن بشير الأنصاري أن جعفر بن أبي طالب حين قتل دعا الناس يا عبد الله بن رواحة يا عبد الله بن رواحة وهو في جانب العسكر ومعه ضلع وجمل منهشة، ولم يكن ذاق طعاما قبل ذلك بثلاث فرمى بالضلع، ثم قال وأنت مع الدنيا ثم تقدم فقاتل فأصيب أصبعه فارتجز فجعل يقول هل أنت إلا أصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت يا نفس إلا تقتلي تموتي هذا حياض الموت قد صليت وما تمنيت فقد لقيت إن تفعلي فعلها هديت وإن تأخرتي فقد شقيتي، ثم قال يا نفس إلى أي شيء تتشوفين إلى فلانة، فهي طالق ثلاثا.

وإلى فلان وفلان وهما غلمان له، وإلى معجف، وهو حائط له فهو لله ولرسوله، يا نفس ما لك تكرهين الجنه أقسم بالله لتنزلنه طائعة أو لتكرهنه فطالما قد كنت مطمئنه هل أنت إلا نطفة في شنه قد أجلب الناس وشدو الرنه، وعن جعفر بن برقان أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إلى بعض عماله فكان في آخر كتابه أن حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة، فإنه من حاسب نفسه في الرخاء قبل حساب في الشدة عاد مرجعه إلى الرضا والغبطة، ومن ألهته حياته وشغلته أهواؤه عاد أمره إلى الندامة والحسرة فتذكر ما توعظ به لكيما تنهى عما ينهى عنه وتكون عند التذكرة والموعظة من أولي النهى، وعن أبي نصيرة عن مولى لأبي بكر قال، قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه من مقت نفسه في ذات الله آمنه الله من مقته “.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock