الدكروري يكتب عن الإلتزام بشروط الصلاة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد فرض الله عز وجل علي عبادة المسلمين الصلاة، وجعلها عماد الدين، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، وعرفنا بأن هذه الصلاة لها شروط وأركان، فمن شروط الصلاة أن يكون المرء خاشعا بقلبه، مؤمنا بربه وبشروط الصلاة، وأن يكون حاضر القلب والذهن، وهناك بعض الأفكار التي تجعل صلاتك مقبولة وخاشعة ومنها أن يتذكر المؤمن أثناء الصلاة أنه بين يدي رحمة الله عز و جل، وأن يستشعر في قلبه أنها قد تكون آخر صلاة يصليها في حياته، وأن يكون فكرك خاليا تماما من مشاغل الدنيا، سواء كانت المشاغل حسية أو مشاغل معنوية، و لهذا نهى الدين الإسلامي عن الإتيان إلى الصلاة و أنت مسرع، بل لابد وأن تكون هادئ الفكر والروح ونهى أيضا على أن تكون تاركا لطعام تشتهيه أو حاقنا بمعنى حابسا للبول.
أو حاقبا بمعنى غائط، وإن حفظ الأمانة ورعاية الحقوق من صفات المؤمنين حيث أنهم حريصون على أداء جميع الأمانات وحفظها، ومراعاتها، وتشمل الأمانات حقوق الله تعالى، كما قال الله تعالى ” إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا” وحقوق العباد، كما في قول الله تعالى ” إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها، وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل” فكل ما أمر الله تعالى به عباده من الأمانات التي يجب على العبد القيام بها، ومن ضمن ما أوجبه الله تعالى حفظ أمانات الناس، كالأموال والأسرار وغيرها، وحفظ العهد مع الله تعالى ومع الناس أيضا ويشمل العهد الالتزامات والعقود، مصداقا لقول الله تعالى.
” والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون” وكذلك المحافظة على الصلاة حيث إن المؤمنين يحافظون على أداء الصلاة في وقتها، ويراعون شروطها، وأركانها، وواجباتها، كما قال الله تعالى ” والذين هم على صلواتهم يحافظون” وفي الحقيقة إن المحافظة على الصلاة والخشوع فيها من الأمور المكملة لبعضها البعض، فلا تصح المحافظة على الصلاة من غير خشوع، أو الخشوع من غير محافظة عليها خشية الله عز وجل، حيث أن خشية الله تعالى من أعظم صفات المؤمنين، فقال الله تعالى ” الذين هم من خشيتة ربهم مشفقون” والإشفاق هو كمال الخشية، فهؤلاء المؤمنون خائفون من جلال الله وعظمته، يرجون رحمته ويحذرون عقابه، ويكثرون من الطاعات طلبا لرضوانه، تصديق آيات الله قال الله تعالى ” والذين هم بآيات ربهم يؤمنون”
ويشمل ذلك التصديق بآيات الله القرآنية، والبراهين الكونية، فهذا الكون العظيم دليل ناطق على وجود الله عز وجل، فيرى المتأمل فيه بديع صنع الله، فيزداد إيمانا ويقينا، ويتزود من الأعمال الصالحة استعدادا لليوم الأخر، ومن صفات المؤمنين أيضا هو الإعراض عن الباطل من قول أو فعل، فيقول الله تعالى ” والذين هم عن اللغو معرضون” فلا بد و أن يحرص المؤمن على الإنشغال اليومي بذكر الله عن طريق قول أذكار الصباح والمساء وتذكر الله في كل وقت وحين، فالمؤمن القوي هو الذي لا يتدخل فيما لا يعنيه تاركا شؤون الآخرين لهم، فتفكيره الوحيد هو أن يسعى دائما للفوز بالآخرة وحسن الخاتمة، فألسنتهم دائما معطرة بذكر الله، تاركين ما يعطلهم ويضيع أعمالهم ووقتهم، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم” من حّسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه”
زر الذهاب إلى الأعلى