مقالات

الدكروري يكتب عن أهمية الشهادة

الدكروري يكتب عن أهمية الشهادة

الدكروري يكتب عن أهمية الشهادة

بقلم / محمـــد الدكــــروري

إن الشهادة في الشريعة الغسلامية لها أهمية عظيمة ومكانة عالية، وإن لأهمية الشهادة نطق القرآن بفضلها ورفع الله نسبتها إلى نفسه وشرف بها ملائكته ورسله والشهادة لابد أن تكون مبنية على علم وبيان وأن تنشأ عن ثقة واطمئنان، ولهذا لا يجوز لك أخي المؤمن أن تشهد لمجرد الظن أو لمجرد السماع، بل لابد أن تكون متيقنا عالما بالأمر قبل أن تشهد عليه ويجب على الإنسان أن يشهد بالحق ولو على نفسه أو أقرب الناس إليه ولا تأخذه في شهادة الحق لومة لائم، ولا يصرفه عن الحق طمع أو خوف أو محاباة، وذات مرة كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا فقال للصحابه “ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال “أكبر الكبائر الإشراك بالله، وعقوق الوالدين” 

وكان متكئنا صلى الله عليه وسلم فجلس وقعد وقال”ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور، ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور، ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور” يقول الصحابة “فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت ” حتى أشفقوا عليه الصحابه ورحموه صلى الله عليه وسلم، لما رأوا من شدة انفعاله، ولما رأوا من شدة غضبه عند هذه القضية بالذات، فقد ذكر الشرك بالله فلم يكرر ولم يحرج ولم يؤكد، وذكر عقوق الوالدين ولم يفعل شيئا من هذا، فلما جاء إلى شهادة الزور جلس وقعد وأخذ يكرر “ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور” وما ذلك إلا لأنه من أكبر الكبائر، وأعظم الجرائر وأخطر الظواهر لما يترتب عليه من الكذب والفجور والظلم وهدر الحقوق ونشر البغضاء والضغينة فبسببه انتزعت أملاك بغير حق. 

وأكلت أموال ظلما وانتهبت حقوق بالباطل، كم برئ بسبب شهادة الزور أصبح متهم وكم من متهم بسبب شهادة الزور أصبح بريئا وكم من قضايا باطلة ودعاوى كاذبة ألبست لباس الزور فأصبحت قضايا مصدقة، وقضايا حقيقية أصبحت بشهادة الزور باطلة مكذبة، وكم من شخص ظلم في حقه أو أودع السجن وهو برئ بسبب قول الزور وشهادة الزور، فيا من شهدت زورا لقد ظلمت نفسك وظلمت الناس وبعت آخرتك بدنيا غيرك فأنت من الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون فكم خربت بشهادتك بيوتا عامرة وضيعت بها حقوقا واضحة، لذلك كان لك الجزاء عند الله النار وبئس القرار، فعن بن عمر رضى الله عنهما قال، قال رسو الله صلى الله عليه وسلم ” شاهد الزور لا تزول قدماه يوم القيانه حتى توجب له النار ” رواه البيهقى وابن ماجه. 

وإن كانت لديك شهادة حق لإنسان فأدها وقم بها فإن الله سبحانه وتعالى يقول ” ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه” وكن دائما متذكرا مستحضرا لآية جليلة عظيمة في كتاب الله تبارك وتعالى، ألا وهي قوله سبحانه كما جاء فى سورة الزخرف ” سنكتب شهادتهم ويسألون” فكل شهادة تشهد بها في الدنيا هي مكتوبة عليك وستسأل عنها يوم القيامة، بين يدي الله، فأعد للسؤال جوابا، وأعد للجواب صوابا، فاتقوا الله وتحرزوا من آفات ألسنتكم، فإنها وخيمة، واجتنبوا شهادة الزور، فإن عقوبتها عظيمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock