مقالات

الدكروري يكتب عن أعظم الحسنات عند الله

الدكروري يكتب عن أعظم الحسنات عند الله

الدكروري يكتب عن أعظم الحسنات عند الله

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن ذكر الله عز وجل يورث جلاء القلب من صدئه، وأنه يحط الخطايا ويذهبها، فإنه من أعظم الحسنات، والحسنات يذهبن السيئات، وأنه يزيل الوحشة بين العبد وبين ربه تبارك وتعا لى، وأن ما يذكر به العبد ربه عز وجل من جلاله وتسبيحه وتحميده، يذكر بصاحبه عند الشدة، وأن العبد إذا تعرف إلى الله تعالى بذكره في الرخاء عرفه في الشدة، وأنه منجاة

 من عذاب الله تعالى، وأنه سبب نزول السكينة، وغشيان الرحمة، وحفوف الملائكة بالذاكر، وأنه سبب إشتغال اللسان عن الغيبة، والنميمة، والكذب، والفحش، والباطل، وأن مجالس الذكر مجالس الملائكة، ومجالس اللغو والغفلة مجالس الشياطين، وأنه يؤمّن العبد من الحسرة يوم القيامة، وأن الاشتغال به سبب لعطاء الله للذاكر أفضل ما يعطي السائلين، وأنه أيسر العبادات، وهو من أجلها وأفضلها. 

وأن العطاء والفضل الذي رتب عليه لم يرتب على غيره من الأعمال، وأن دوام ذكر الرب تبارك وتعالى يوجب الأمان من نسيانه الذي هو سبب شقاء العبد في معاشه و معا ده، وأنه ليس في الأعمال شيء يعم الأوقات والأحوال مثله، وأن الذكر نور للذاكر في الدنيا، ونور له في قبره، ونور له في معاده، يسعى بين يديه على الصراط، وأن الذكر رأس الأمور، فمن فتح له فيه فقد فتح له باب الدخول على الله عز وجل، وأن في القلب خلة وفاقة لا يسدها شيء البتة إلا ذكر الله عز وجل، وأن الذكر يجمع المتفرق، ويفرق المجتمع، ويقرب البعيد، ويبعد القريب، فيجمع ما تفرق على العبد من قلبه وإرادته، وهمومه وعزومه، ويفرق ما اجتمع عليه من الهموم، والغموم، والأحزان، والحسرات على فوات حظوظه ومطالبه، ويفرق أيضا ما اجتمع عليه من ذنوبه وخطاياه وأوزاره. 

ويفرق أيضا ما اجتمع على حربه من جند الشيطان، وأما تقريبه البعيد فإنه يقرب إليه الآخرة، ويبعد القريب إليه وهي الدنيا، وأن الذكر ينبه القلب من نومه، ويوقظه من سباته، وأن الذكر شجرة تثمر المعارف والأحوال التي شمر إليها السالكون، وأن الذاكر قريب من مذكوره، ومذكوره معه، وهذه المعية معية خاصة غير معية العلم والإحاطة العامة، فهي معية بالقرب والولاية والمحبة والنصرة والتو فيق، وأن الذكر يعدل عتق الرقاب، ونفقة الأموال، والضرب بالسيف في سبيل الله عز وجل، وأن الذكر رأس الشكر، فما شكر الله تعالى من لم يذكره، وأن أكرم الخلق على الله تعالى من المتقين من لا يزال لسانه رطبا بذكره، وأن في القلب قسوة لا يذيبها إلا ذكر الله تعالى، وأن الذكر شفاء القلب ودواؤه، والغفلة مرضه.

وأن الذكر أصل موالاة الله عز وجل ورأسها والغفلة أصل معاداته ورأسها، وأنه جلاب للنعم، دافع للنقم بإذن الله، وأنه يوجب صلاة الله عز وجل وملائكته على الذاكر، وأن من شاء أن يسكن رياض الجنة في الدنيا، فليستوطن مجالس الذكر، فإنها رياض الجنة، وأن مجالس الذكر مجالس الملائكة، ليس لهم مجالس إلا هي، وأن الله عز وجل يباهي بالذاكرين ملائكته، وأن إدامة الذكر تنوب عن التطوعات، وتقوم مقامها، سواء كانت بدنية أو مالية، أو بدنية مالية، وأن ذكر الله عز وجل من أكبر العون على طاعته، فإنه يحببها إلى العبد، ويسهلها عليه، ويلذذها له، ويجعل قرة عينه فيها، وأن ذكر الله عز وجل يذهب عن القلب مخاوفه كلها ويؤمنه، وأن الذكر يعطي الذاكر قوة، حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لم يطيق فعله بدونه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock