أبوالياسين: يتساءل ما هي الدوافع الشرعية لحظر حركة طالبان الدراسة الجامعية للفتيات؟
كتبت: نسمه تشطة
قال”نبيل أبوالياسين” الحقوقي والباحث في القضايا العربية والدولية، في تصريح صحفي صادر عنه اليوم «الجمعه» للصحف والمواقع الإخبارية، إن حظر حركة طالبان دخول البنات الجامعات في أفغانستان، يثير إستنكاراً دولياً، وخيبت الأمال بشكل قوي في أوساط الشباب في البلاد، ويضع النظام الحالي في دائرة الإنتقاد الدولي، فضلاًعن؛ أنه إنتهاك صارخ لحقوق المرأة في التعليم ويسيئ للإسلام والمسلمين، ويعُد تعصب غير مبرر، وإعلان وزير التعليم العالي لهذا القرار الثلاثاء الماضي، وتطبيقة بأثر فوري، إنتهاك صارخ لحقوق الإنسان، ويتسبب بشكل سلبي في خيبة أمل للطالبات.
وأضاف”أبوالياسين” أن هذا القانون فيه خرق لحق المساواة في التعليم، وبحق الفتيات، ويزيد من إقصاء النساء من مظاهر حياة المجتمع الأفغاني، وأنه لا يمكن أن تتوقع طالبان أن تكون عضواً مشروعاً في المجتمع الدولي ما لم تحترم حقوق الجميع في أفغانستان، ولا يمكن أن يزدهر بلد مع عزل مايقرب من نصف المجتمع، عن مساوتهم بفتيات دول العالم وهو”حق الفتيات في التعليم” وهذا ما حث علية الإسلام.
حيثُ: حظرت حركة طالبان دخول النساء الجامعات في أفغانستان، مما أثار إستنكاراً دولياً واسع النطاق، ودفع الكثير من النساء في البلاد إلى الإحتجاجات في العاصمة كابول أول أمس الاربعاء، وقالت؛ المشاركات في الإحتجاجات من وحدة النساء، ومجموعة التضامن لقد خرجنا اليوم إلى الشوارع لنرفع أصواتنا ضد إغلاق جامعات الفتيات، وأن التعصب بأسم الدين يسيئ لديننا الحنيف الذي حث على التعليم وحق المساواة، وما تشاهدة البلاد يعُد مؤشر خطر ولايساهم في تقدم وإزدهار الوطن.
وعبرت إحدى الطالبات الجامعيات في كابول ل”بي بي سي” عن غضبها بالقول؛ لقد دمروا الجسر الوحيد الذي كان يمكن أن يربطنا بالمستقبل،
وتساءلت؛ كيف يمكن أن يكون رد فعلي؟ أؤمن أن بإمكاني الدراسة، وتغيير مستقبلي، وجلب الضوء لحياتي، لكنهم حطموا كل هذا، وقالت؛ أخرى إنها فقدت كل شيء، كانت تدرس الشريعة الإسلامية، وترى أن طالبان تناقض الحقوق التي منحها الله لنا، وعليهم أن يذهبوا إلى الدول الإسلامية ويروا أن أعمالهم ليست إسلامية في شيء.
وعلقت بعضهم في وقت سابق وتحديداً في 16مايو وتدعىّ من هذا العام 2022، وتدعىّ “سُريا” بأن أفغانستان تحت حكم طالبان، أشعر بأن مجرد كوني إمرأة يعتبر جريمة، وقالت”سُريا” التي تمتلك تجارة صغيرة في كابل، شعرت بحزن شديد عندما أقترب مني أناس في الشارع وطلبوا مني تغطية وجهي، حتى الخياط الذي ذهبت إليه طلب مني أن أغطي، وجهي قبل أن أتمكن من التحدث إليه، لم تكن “سُريا” تظن أنها ستجبر على إرتداء النقاب كذلك الذي فرضته حركة طالبان على النساء خلال فترة حكمها الأولى في تسعينيات القرن الماضي، ولكن في الوقت الحالي، أصبحت تغطية النساء لوجوههن أحدث قيد تفرضه طالبان في البلاد، حيث أعلنت الحركة التي تسيطر على مقاليد الحكم في أفغانستان أن على النساء إرتداء النقاب فضلاعن؛ تغطية كافة أجزاء الجسم في الأماكن العامة، وذلك للمرة الأولى منذ عقود.
وقالت”هدى”، وهي طالبة من كابل، وتأمل في إستئناف دراستها في كلية الهندسة المدنية بعد أشهر عديدة من الجلوس في المنزل،
غادروا أفغانستان، وأكدت”بي بي سي” أن أكثر من 229 أستاذاً من ثلاث جامعات كبرىّ في البلاد، وهي كابل وهيرات وبلخ، غادروا البلاد منذ إستيلاء طالبان على السلطة.
وكانت دول غربية قد طالبت طوال السنة أن تحسن طالبان ظروف تعليم الفتيات إذا أرادوا أن يعترف العالم بهم كحكومة لأفغانستان، وفي هذه الأثناء، قال؛ وزير خارجية باكستان المجاورة “لـ”أفغانستان، “بلاوال بوتو زرداري” إنه يشعر بخيبة الأمل، لكنه يعتقد أن الطريق الوحيد للمساعدة سيكون عن طريق كابول وعبر الحكومة المؤقتة.
وقد قُمعت المظاهرات من قبل طالبان، وأدانت الأمم المتحدة، والعديد من الدول هذا القرار الذي يعيد أفغانستان إلى الحقبة الأولى من حكم طالبان حين لم يكن بإمكان الفتيات تلقي التعليم، إسوتةً بفتيات العالم العربي والإسلامي، وغيرهم في جميع الدول، وفي سياق متصل قال؛ مفوض الأمم المتحدة لشؤون أفغانستان إن هذا القانون فيه خرق لحق المساواة في التعليم ويزيد من إقصاء النساء.
وقالت؛ الولايات المتحدة الأمريكية، إن خطوة كهذه سيترتب عليها إجراءات ضد طالبان، وكانت هناك معارضة لخطوات طالبان داخلية أكثر إعتدالاً، وقال؛ محللون إن تلك كانت نقطة خلاف داخلية طوال العام، ويأتي الحظر الجديد ضمن سلسلة من القيود التي فرضت مؤخراً على النساء في الشهور الأخيرة، ففي نوفمبر من العام الماضي، منعت النساء من إرتياد المتنزهات والحمامات العمومية، والصالات الرياضية في العاصمة.
وأكد”أبوالياسين” في تصريحة الصحفي، أن طالبان قد أنهت عزلها التام للنساء بحظر تعليمهن الجامعي، والذي يعٌد إنتهاك صارخ لحقوق الإنسان، ويعتبر تعصباً يسيئ للإسلام والمسلمين في جميع دول العالم ويرسي رسالة سلبية عن ديننا الإسلامي السمح، الذي يحث على الإعتدال، لا للتعصب، أمام العالم الآخر، وجعل هذا القرار المُشين التي إتخذتة “أفغانستان” وجعل الكثير يتحدثون عن إنها ليست بلداً بل أصبحت قفص تحبس فيه النساء.
مؤكداً؛ أن التعليم حقّ أساسي من حقوق الإنسان، وإغلاق الباب في وجه تعليم النساء يعني إغلاق الباب في وجه مستقبل أفغانستان، وأن هذا الحظر لا يقوم على أيّ أساس ديني، أو ثقافي أو حتى لوجيستي، بل هو مجرّد إنتهاك فادح لحقّ النساء في التعليم، وخلل شديد الشناعة، في دولة تتخذ الدين الإسلامي شرعيتها في نظامها القائم، كأسم للشكل النظري للحكومة الدينية الإسلامية التي تفرض الشريعة، أو القوانين المتوافقة مع الشريعة، رغم أن الأسرة الدولية إشترطت للإعتراف بنظام طالبان، وتوفير المساعدات الإنسانية والمالية، بإلتزام الحركة بحقوق الإنسان، لا سيّما في ما يخصّ حقّ النساء في التعليم والعمل.
زر الذهاب إلى الأعلى