دين ودنيا

الدكروري يكتب عن تهديدات قريش للنبي في المدينة

الدكروري يكتب عن تهديدات قريش للنبي في المدينة
بقلم/ محمـــد الدكـــروري

بعد أن هاجر النبي الكريم صلي الله عليه وسلم من مكه إلي المدينة، ومع استقرار وضع المسلمون في المدينة ظهرت قريش مجددا على الساحة مهددة ومتوعدة باستئصال المسلمون عن بكرة أبيهم، ولم تكتفي قريش بتهديد المسلمين فحسب بل شمل هذا التهديد أيضا من يعيش معهم في المدينة في سلم، فكتبوا إلى عبد الله بن أبي بن سلول بصفته رئيس الأنصار يقولون لهم في كلمات باتة ” إنكم آويتم صاحبنا، وإنا نقسم بالله لتقاتلنه أو لتخرجنه، أو لنسيرن إليكم بأجمعنا، حتى نقتل مقاتلتكم، ونستبيح نساءكم ” وبمجرد بلوغ هذا الكتاب قام عبد الله بن أبي بن سلول ليمتثل أوامر إخوانه المشركين من أهل مكة، وقد كان يحقد على النبي صلى الله عليه وسلم، لما يراه أنه أخذ ملكه، وبالفعل جمع من معه من عبدة الأوثان واجتمعوا لقتال المسلمين إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم.

استطاع احتواءهم، ولما علمت قريش بفشل مخططها بإثارة الفتنة في المدينة عمدت إلى تهديد المسلمين مباشرة وارسلت إليهم قائلة ” لا يغرنكم أنكم أفلتمونا إلى يثرب، سنأتيكم فنستأصلكم، ونبيد خضراءكم في عقر داركم ” وإزاء كل هذه الأحداث وبعد أن أصبح المسلمون قوة أذن الله تعالى، لهم بالقتال ورد العدوان، وهذا هو تعريف الجهاد في الإسلام، وكان وبعد ذلك شرع الجهاد أيضا لتمكين العقيدة من الانتشار دون عقبات، ويؤمن المسلمون أن من واجبهم نشر الإسلام والتعريف به في شتى بقاع العالم، وأما الدخول في الإسلام فهي حرية شخصية لا إكراه فيها، ولصرف الفتنة عن الناس ليتمكنوا من اختيار الدين الحق بإرادتهم الحرة، فقال الله تعالى فى سورة البقره من كتابه الكريم “وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله، فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين”

ومن هنا ينبغى أن نؤكد على أن الجهاد حق وفريضة محكمة لا يملك أحد تعطيله ولا منعه، ولكنه إذا تفلت من الضوابط الشرعية ولم تطبق فيه الأركان والشروط والقيود التى ذكرها علماء الشريعة خرج عن أن يكون جهادا مشروعا، فتارة يصير إفسادا فى الأرض، وتارة يصير غدرا وخيانة، فليس كل قتال جهادا، ولا كل قتل فى الحرب يكون مشروعا، وهذا يستلزم أن نفرق هنا بين مفهومين مهمين، وهما مفهوم الجهاد والإرجاف، ومفاهيم أخرى كالبغى والحرابة، التى يخلطها بعضهم بالجهاد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock