مقالات

الدكروري يكتب عن رفعة الدين ونصرة الدعوة

الدكروري يكتب عن

الدكروري يكتب عن رفعة الدين ونصرة الدعوة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد حثنا النبي الكريم صلي الله عليه وسلم علي المودة والإخاء وأن نتعايش في ظل السلام والامن والامان، وإن مما يعين الإنسان على السلام هو طلب العون من الله عز وجل والاستعاذة من شرها، والانشغال بالنافع من الأعمال والأقوال وعدم ترك الإنسان نفسه للفراغ، فإن الفراغ مرتع النفس

inbound2364865646950801197

 والشيطان، فالفراغ وترك النفس بلا عمل هو أصل كل بلاء فالنفس الفارغة العاطلة عن الخير ينشغل صاحبها بالباطل ولابد، فلا يزال يخرج من باب شر ويلج في غيره حتى يضيع عمره وينقضي وقته، وينفرط أمره، كما يقول الإمام ابن القيم رحمه الله “من الفراغ تأتي المفاسد، وتتوالى المعاصي على العبد في سلسلة مدمرة، تضعف الإيمان في القلب وتبعده عن مولاه، فمن فرغ من عمل جاد مثمر، فلابد وأن يشتغل بما يضره ولا ينفعه.

وقد قال الإمام الشافعي رحمه الله “نفسك إن لم تشغلها بالحق وإلا شغلتك بالباطل” وهذا ربعي بن عامر يرسله سعد بن أبي وقاص إلى القادسية رسولا إلى رستم قائد الجيوش الفارسية وأميرهم، فدخل عليه وقد زينوا مجلسه بالنمارق والزرابي والحرير، وأظهر اليواقيت واللآلئ الثمينة العظيمة، وعليه تاجه وغير ذلك من الأمتعة الثمينة، وقد جلس على سرير من ذهب، ودخل ربعي بثياب مرقعة صفيقة وترس وفرس قصيرة، ولم يزل راكبه حتى داس بها على طرف البساط، ثم نزل وربطها ببعض تلك الوسادات، وأقبل وعليه سلاحه ودرعه، وبيضته على رأسه، فقالوا له ضع سلاحك، فقال إني لم آتكم وإنما جئتكم حين دعوتموني، فإن تركتموني هكذا وإلا رجعت، فقال رستم ائذنوا له فأقبل متوكئا على رمحه فوق النمارق فتخرق عامتها فقالوا له ما جاء بكم؟ 

فقال الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فلقد ضرب لنا جيلنا الأول من الصحابة والتابعين أروع ما عرفه التاريخ من التضحيات والإقدام والشجاعة حتى خافت الفرس والروم آنذاك من هذا السيل الجارف والقوة الكاسرة، ولقد كانت المبادئ عندهم والغايات التي يسعون لتحقيقها هي رفعة الدين، ونصرة الدعوة وحماية العقيدة فبذلوا لتحقيقها كل غاية ووسيلة صغرت أم كبرت، وكان هذا الهم وهذه المبادئ لا يختص به الرجال فقط بل حتى النساء والصبيان، فهذا الزبير بن العوام كان جالسا يوما عند الكعبة مسندا ظهره إليها، وإذا بمناد ينادي لقد قتل محمد، لقد قتل محمد، فقام الزبير فزعا مضموما وسل سيفه، وانطلق يبحث عن مصدر الصوت. 

وكان عمره آنذاك اثني عشرة سنة، فبينما هو كذلك إذا به يقابل النبي صلى الله عليه وسلم فانكب عليه، فقال يا رسول الله لقد سمعت عنك كذا وكذا، ووالله لقد خرجت بسيف لأقابل قريش أجمع أقتل أو يقتلوني فكان الزبير عمره اثنا عشرة سنة وهذه اهتماماته وهذه بطولته، يريد أن يقاتل قريشا أجمع وحده ثأرا للنبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا فإن ديننا هو دين السلام ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو نبي السلام، وشريعتنا هي السلام، وتحيتنا فى الدنيا السلام، وتحية أهل الجنة فى الجنة السلام، وقرآننا هو السلام, والله سبحانه وتعالي هو السلام ,والجنة هي دار السلام وشعار أهل الإيمان هو السلام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock