دين ودنيا

الدكروري يكتب عن عظمة النبي ومروءته

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد كانت حياة الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم منذ ولادته حتى وفاته، حياة مشرفة، مليئة بالكد، والكفاح، والدعوة، والجهاد، حتى قبل أن يُبعث نبيا، فقد كانت شمائله صلي الله عليه وسلم عنوانا له، لما عُرف عنه من الأمانة، والصدق، والحلم، والتعقل، والحكمة، والرأي السديد، ولم يُعرف عنه طيلة حياته خلق سيئ، بل كان مثالا يُحتذى للأخلاق الفاضلة والحميدة، فقد كان قدوة في كل شيء، كان الأب، والمعلم، والصاحب، والواعظ، والقائد ، وقد عاش الرسول صلي الله عليه وسلم حياة متكاملة، كرّسها للدعوة إلى الله عز وجل، حتى انتشر الإسلام، وجاء النصر العظيم، ودخل الناس في دين الله أفواجا، فكانت صلي الله عليه وسلم حياته كلها دعوة وجهاد في سبيل الدعوة إلى الله عز وجل، ولم تكن حياته صلي الله عليه وسلم لنفسه، لم يكن ليفكر بنفسه، وشهواته، وأهوائه.

بل كانت حياته لرسالته الشريفة، وهي الدعوة إلى الإسلام، التي لم تأتي بسهولة، بل كان طريق الدعوة طريقا صعبة، وقد عاداه صلي الله عليه وسلم في حياة الدعوة أهله، وعشيرته، ولقي منهم جميع صنوف العداء والتعذيب القوليّ، والفعلي، فكيف كانت هذه الحياة؟ وكيف عاشها صلي الله عليه وسلم ؟ وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال “غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزاه قبل نجد، فأَدركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، في القائلة، أى في واد كثير العضاه أى شجر فيه شوك، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة فعلق سيفه بغصن من أغصانها، وتفرق الناس في الوادي يستظلون بالشجر، قال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم” إِن رجلا أتاني وأنا نائم فأخذ السيف فاستيقظت وهو قائم على رأسي، والسيف صلتا أى مسلولا، في يده فقال من يمنعك مني؟ قلت الله، فشام السيف أى رده في غمده.

فها هو ذا جالس، ثم لم يعرض له رسول الله صلى الله عليه وسلم” رواه مسلم، وقال ابن حجر في فتح الباري “وفي الحديث فرط شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم وقوة يقينه، وصبره على الأذى، وحلمه عن الجهال” ولقد كان فى قوته البدنية صلى الله عليه وسلم حكايات وأمثله، ومن أمثلة قوته صلى الله عليه وسلم البدنية هو ما حدث يوم حفر الخندق في غزوة الأحزاب، ففي أثناء حفر الخندق عجز الصحابة رضوان الله عليهم عن كسر صخرة عظيمة عرضت لهم في طريق الحفر، فاستنجدوا بالنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فأخذ المعول وضربها حتى عادت كثيبا أهيل، كالرمل الذي لا يتماسك، فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال “أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق، قال وعرض لنا فيه صخرة لم تأخذ فيها المعاول، فشكوناها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء فأخذ المعول ثم قال” باسم الله” فضرب ضربة،

فكسر ثلث الحجر، وقال”الله أكبر، أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأبصر قصورها الحمر من مكاني هذا، ثم قال باسم الله، وضرب أخرى، فكسر ثلث الحجر، فقال الله أكبر، أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر المدائن، وأبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا، ثم قال باسم الله، وضرب ضربة أخرى فقلع بقية الحجر، فقال الله أكبر، أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا” رواه أحمد وحسنه الألباني في فقه السيرة، وفي قصة مصارعته صلى الله عليه وسلم مع ركانة وغلبته له، دلالة على مدى قوته صلى الله عليه وسلم البدنية، فقد بلغ ركانة من القوة أنه لم يستطع أحد أن يأتي بجانبه إلى الأرض، وقد روى هذه القصة أبو داود وغيره، وفي بعض روايات هذه القصة ضعف.

اظهر المزيد

شبكه أخبار مصر

فاطمة الشوا رئيس مجلس إدارة جريدة شبكة أخبار مصر وصاحبة الإمتياز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock