فن

ملتقى الهناجر الثقافى، تحت عنوان “ولد الهدى.. رسولا للإنسانية

“،

كتب : احمد سلامة

اقام مركز الهناجر للفنون بادارة الفنان شادي سرور تحت رعاية الفنان القدير خالد جلال رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافى، ملتقى الهناجر الثقافى، الذى جاء هذا الشهر تحت عنوان “ولد الهدى.. رسولا للإنسانية”، وذلك مساء أمس الأحد الموافق ٣٠ اكتوبر ٢٠٢٢

بدأ الملتقى بالسلام الوطني لجمهورية مصر العربية، أعقبه كلمة الناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبد الحميد مدير ومؤسس الملتقى، التي قالت فيها: إن هذا العام يأتى احتفالنا بالمولد النبوى الشريف، تزامنا مع الذكرى ٤٩ لانتصار أكتوبر المجيدة، أعاده الله علينا بالأمن والسلام، وأن رسول الله ﷺ، ولد ليكون رحمة للعالمين، ووصفه المولى عز وجل بالخلق عظيم، ووصف الرسول نفسه قائلا: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”، وبعثته ﷺ كانت لها مذاق خاص، حيث ختم الله بها الرسالات وجعله رحمة لأهل الأرض والسموات.

وتابعت: نناقش اليوم كيف نتخذ من هذه الذكرى أسوة حسنة، وكيف كان ميلاده ﷺ بداية لعهد جديد، وماذا عن حقوق غير المسلمين والمحافظة على هذا التنوع البشرى، وحب الوطن فى حياة الرسول، ودور المرأة فى الإسلام وكيف كرمها.

وقال الدكتور محمد داوود، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة قناة السويس، إن الرسول ﷺ حين هاجر إلى المدينة وجد بها ثروات وخيرات، لكن القبائل المجاورة للمدينة تهجم عليها وتنهب هذه الثروات، ووجد هناك أيضا عداوات واختلافات بين القبائل، فبدأ يجمع هذا المجتمع على أساس مدنى وليس دينى، فمدنية المجتمع والدولة هى فكرة أول من قام بها سيدنا محمد ﷺ، وعلى أساس العدالة المطلقة، فغير المسلمين لهم ما لنا وعليهم ما علينا، وأصبح للمدينة قوة تحميها من غارات القبائل.

وأشار إلى الآية الكريمة في قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ } قدم حب الوطن وأمنه على العبادة، لأن بدون وطن آمن لا يستطيع الناس أن يمارسوا شعائر العبادات، ويتواجد السلب والنهب والفوضى، والإصلاح لا يكون إلا فى إطار الإستقرار .

وعن ميلاد الرسول ﷺ، قال الدكتور نظير محمد عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية والمشرف العام على مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية، إنه كان مصحوبا بمجموعة من العلامات كانت مقدمة تشير إلى أن هذا الميلاد لا بد أن يعقبه الخير الكثير، بدليل ماحدث فى إيوان كسرى والنور الذى أضاء مابين السموات والأرض أو ما بين المشرق والمغرب، وكأن الله يريد أن يهيأ البشرية والنفوس لحدث عظيم وأمر جلل، ألا وهو الإستعداد لميلاد خير من أنجبته البشرية وأنبل من عرفته الإنسانية، ليأخذ بزمامها من جانب الهوى والضلال إلى جانب العدل والحكمة والجمال والاستقرار.

وأضاف عياد، أن مولد النبى ﷺ كان علامة بارزة بأن الله أراد أن يتعهده منذ اللحظة الأولى بالحفظ والعناية والتربية، لذا ولد ﷺ يتيما، واستطاع النبى أن يقيم أمة ويكون دولة ويؤسس حضارة ويمهد لدعوة عالمية فى سنوات قليلة، لأنها انطلقت من قانون أخلاقى، قانون تراعى فيه الحقوق والواجبات والموازنة بين عنصري المادة والروح، ويراعى فيه الحوار الذى يأخذ بالعقول إلى ما ينبغى أن تكون إليه من واقعية وإيجابية.

وقالت الدكتورة وفاء عبد السلام، الواعظة بوزارة الأوقاف، إن رب العزة سبحانه وتعالى أحاط النبى ﷺ، بأسماء من النساء بها خصائص من النبى ﷺ، فأم النبى كانت السيدة آمنة بنت وهب، وأول من استقبلت النبى كانت السيدة شفاء أم سيدنا عبد الرحمن بن عوف، وأول مرضعة للرسول كانت السيدة ثويبة، والمرضعة الدائمة السيدة حليمة السعدية، والحاضنة السيدة بركة الحبشية.

وتابعت: وكأن الله عز وجل أراد أن يحاط النبى ﷺ من أول يوم، بالأمن والشفاء والتواب والحلم والسعد والبركة، ثم يتزوج النبى السيدة خديجة رضى الله عنها وأرضاها، وينزل الوحى على النبى ﷺ، ثم نجد الأوائل فى الإسلام أوليات، فأول من آمن بالنبى ﷺ امرأة السيدة خديجة رضى الله عنها وأرضاها، وأول شهيد فى الإسلام هى امرأة السيدة سمية أم عمار بن ياسر، وأول فدائي فى الإسلام امرأة السيدة أسماء بنت أبى بكر الصديق رضى الله عنه وأرضاه، وأول طبيب فى الإسلام امرأة السيدة رُفيدة الأسلميّة، أول من لحق بالنبى ﷺ من أهل بيته امرأة السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها وأرضاها، وأختتمت حديثها بوصف النبى ﷺ الذى روى عن السيدة أم معبد .

من جهته أشاد فضيلة الشيخ الدكتور مظهر شاهين أمام وخطيب مسجد عمر مكرم، بالدور المشرف لواعظات وزارة الأوقاف فى مختلف محافظات مصر، مشيرا إلى أهمية الاستقرار للوطن والأمان، مناشدا بعدم الإنسياق إلى الدعوات الهدامة.

وأضاف شاهين، أن المولد النبوى الشريف هو أعظم الأحداث فى الإسلام، لأنه بشر بنبى الإسلام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، والانسان هو محور هذا الكون، فأول حوار فى القرآن بين الله وملائكته كان بسبب الإنسان، وكرمه الله فنفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وأنزل من أجله الأنبياء والمرسلين، وأنزل له الكتب السماوية، والدين جاء ليحمى الإنسان، والحدود جاءت لتصون كرامته ونفسه وعرضه وماله، والفرائض تتشكل وفقا لظروف الإنسان، فمثلا صلاة المسافر تختلف عن المقيم عن صلاة المريض، وهكذا فى كل الفرائض، والله عز وجل حين خلق الكون سخره للانسان بغض النظرعن دينه أو عرقه، أليست كل هذه أشارت تعبر عن مكانة الإنسان عند الله عز وجل وعند أنبيائه ورسله، وفى رأى أن عالمية هذا الدين محورها هو احترام الإنسان.

وأكد الفنان طارق الدسوقي، وجوده كفنان بين كوكبة العلماء من رجال الدين فى هذا الملتقى، هو إقرار أولا بأن الفن ليس بحرام خاصة أذا أُحسن استخدامه واستثماره، وأن الفنان هو لسان حال الناس، ويعبر عن أحلامهم وطموحاتهم وألامهم، ولا ننكر الدور الخطير للدراما فى صياغة عقول ووجدان الناس، ونحن كما نحتاج لتجديد الخطاب الدينى، نحتاج أيضا إلى تجديد الخطاب الثقافى.

وأشار الدسوقي، إلى أنه يرى أن ثالوث الفناء ليس الفقر والجهل والمرض، بل هو الجهل والجهل، فلو قضينا على الجهل نستطيع القضاء على الفقر والمرض، والجهل بكل أشكاله السياسى، والثقافى، والمعرفى، والدينى وهو أخطر أنواع الجهل، ويجب علينا خاصة فى هذه الفترة أن نكون جميعا على قلب رجل واحد ونقف كحائط صد منيع أمام كل ما يحاك ضد الوطن.

وقدمت فرقة المولوية بقيادة الفنان الدكتور عامر التوني، مجموعة من الفقرات الغنائية الدينية منها: “مرحبا نور الوجود، ويا نفس عن الحب لا تتوقفى، وقلبى متيم بالحبيب”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock