مقالات

الدكروري يكتب عن صفات الزوجة الفاضلة

الدكروري يكتب عن

الدكروري يكتب عن صفات الزوجة الفاضلة 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن المرأة ليست سلعة تباع وتشترى وليست دجاجة تبيض كل يوم بيضة من ذهب وليست عنزا حلوبا يحلبها صاحبها متى شاء، ولكن المرأة إنسانة مكرمة ذات مشاعر وأحاسيس مرهفة تحمل بين جنباتها قلبا عظيما ونفسا طيبة ولقد أوصى الإسلام بها وصية عظيمة ورغب في ذلك وجعل جزاء ذلك دخول الجنة دار الأبرار، والبعد عن النار،فقال صلى الله عليه وسلم ” من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين ” وضم

 أصابعه، رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم ” من ابتلي، أي اختبر، من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترا من النار ” متفق عليه، وإن الزوجة الفاضلة لها صفات مميزة، فهي هادئة الصوت، تحسن فن الإقناع والحوار، وتبتعد دائما عن النزاع والشجار، وإن الزوجة الفاضلة ذكية لماحة فهي تفهم سيكولوجية الرجل وعقليته. 

وهي تحسن التعامل معه وفق تلك المعطيات، فقلما يقع التصادم بينهما، وإن الزوجة الفاضلة تمدح زوجها أمام أهله، وتصنع منه بطلا وقائدا، وهي تفتخر به وتخبره بذلك، فتتقوى دعائم شخصيته، وينطلق للنجاح بقوة، فإن أبعاد النجاح الشامل في الحياة لا تحقق إلا بمجموعة من العوامل الداخلية والخارجية، ولعل من أهم العوامل الداخلية ما يسمى بالاستقرار الأسري، الذي يعتبر مؤشرا لحياة زوجية ناجحة، لعب فيها أفرادها أدوارهم بصفة جمعت بين الثبات والمرونة، وقاموا بالاستفادة من تجارب الآخرين السابقة بالعلم النافع والعمل الصالح، فأثمر ذلك البيت المسلم عن ظهور فئات ذات سمات خاصة، منها الزوجة الفاضلة، والزوج الفاضل، والأولاد الفضلاء، ومن هنا يحق لنا أن نتساءل من هي هذه الزوجة الفاضلة؟ وما هي مواصفاتها التي ميزتها عن غيرها؟ 

فنقول بأن الزوجة الفاضلة هي أنثى بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بطهرها وعفافها وحجابها، وهي أنثى بحيائها وتواضعها وخُلقها الرفيع فقد قتل الكبرياء المزعوم كثيرا من الزوجات وأودى بهم إلى الهلاك، فالزوجة الفاضلة هي التي استفادت من وصية السيدة الفاضلة أمامة بنت الحارث لابنتها حين تزوجها الحارث بن عمرو، وهي أيضا قد انتفعت مِن الإيجابية في تعامل السيدة أم حكيم المخزومية مع زوجها عكرمة بن أبي جهل، والزوجة الفاضلة تحسن استقبال زوجها وتوديعه، فهو عندها سيد مطاع في قومه، ولا بد له أن يحظى بالعناية والرعاية حين دخوله وخروجه من مملكتة، ودائما احرص على صلاح زوجتك أولا، تصلح لك دنياك، ويسلم لك دينك، وإن إختيار الزوجه يكون إختيار على أساس الأصل والشرف وكما حث الإسلام الرجل على أن يختار زوجته. 

أصيلة وشريفة ومتدينة أعطى أيضا للمرأة هذا الحق ولقد نوه النبي الكريم صلي الله عليه وسلم عن اختلاف معادن الناس حين قال ” تجدون الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا وتجدون خير الناس في هذا الشأن أشدهم له كراهية وتجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه ويأتي هؤلاء بوجه ” رواه البخاري، ولهذا حض النبي عليه الصلاة والسلام كل راغب في الزواج أن يكون الانتقاء في الزواج على أساس الأصالة والشرف والصلاح والطيب، وكما أعطى الإسلام حرية للمرأة في أن تأخذ المهر تكريما لها وإيناسا لوحشتها تلبية لغريزة حب التملك المتأصلة فيها وإعانة لها على الانتقال إلى حياة الزوجية حيث تتملك ما يزوق لها، فقال تعالى في سورة النساء ” وآتوا النساء صدقاتهن نحلة ” 

فللمرأة أن تأخذ مهرها سواء كان قليلا أو كثيرا حسب الحالة ونهاها الإسلام أن تبالغ في ذلك حين قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ” أعظم النساء بركة أيسرهن صداقا ” رواه أحمد والبيهقي، وهذا المهر أو الجهاز تملكه المرأة كما تملك أي مال لها وليس لزوجها الحق في الولاية عليه كله ولا بعضه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock