بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الوفاء بالعهد والميثاق دليل عظيم على سماحة الإسلام، وما قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما عقد معاهدة صلح الحديبية بينه وبين مشركي قريش، والتزم فيها صلى الله عليه وسلم بالشروط التي كتبت فيها، ووفى بها، فلم يدخل مكة ورجع إلى المدينة حتى خالف هؤلاء المشركون تلك المعاهدة، فنقضت وهذا أكبر دليل على وجوب الوفاء بالعهود، وكذلك حينما عاهد النبى صلى الله عليه وسلم اليهود، وأمنهم على أنفسهم وأهليهم وأموالهم، مقابل جزية يدفعونها للمسلمين، ولم ينقض تلك المعاهدة حتى جاء الغدر منهم والخيانة ونقض الميثاق، فاحرصوا على الوفاء، ففيه سلامة القلب والنماء، وهو عنوان الظفر والفلاح في الدنيا والآخرة، وإياكم ونقض العهود وعدم الوفاء بها فهي علامة من علامات النفاق التي حذرنا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد التحذير.
بقوله صلى الله عليه وسلم ” آية المنافق، إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر، وإذا أؤتمن خان وإذا خاصم فجر” رواه البخاري ومسلم، وإن العهد هو الاتفاقية التي يبرمها أي مسلم مع أي طرف آخر مسلما كان أو كافرا شدد الدين الإسلامي على ضرورة الوفاء بالعهود، وقوله تعالى “وأوفوا بالعهد” إذا عاهدتم الله أو الناس “إن العهد كان مسؤولا” عنه، أي والتزموا الوفاء بكل عهد أوجبتموه على أنفسكم بينكم وبين الله، أو بينكم وبين الناس فيما لا يخالف كتاب الله وسنة نبيه، وإن لإفشاء السلام ثمرات كثيرة منها أنه سبب للسلامة من الحقد وسبب لسلامة الصدر، فعن البراء بن عازي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” أفشوا السلام تسلموا” رواه ابن حبان، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
” لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم ” رواه مسلم، وكما ان في إفشائه أجر كبير فقد ثبت عن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من قال السلام عليكم كتبت له عشر حسنات، ومن قال السلام عليكم ورحمة الله كتبت له عشرون، حسنة ومن قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كتبت له ثلاثون حسنة ” رواه الطبراني” وعن عمران بن الحصين رضي الله عنه، قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليكم، فرد عليه ثم جلس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” عشر ” ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله، فرد فجلس، فقال “عشرون ” ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد فجلس، فقال ” ثلاثون ” رواه أبو داود والترمذي.
وكما أن بإفشاء السلام يغتاظ اليهود، ويعلوا أمر المسلمون، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أفشوا السلام كي تعلوا ” رواه الطبراني، وقال المناوي رحمه الله ” أي يرتفع شأنكم فإنكم إذا أفشيتموه تحاببتم فاجتمعت كلمتكم فقهرتم عدوكم وعلوتم عليه، وأراد الرفعة عند الله” وإفشاء السلام خير الأعمال، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير؟ قال ” تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ” رواه البخاري ومسلم، ولقد كان النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم من شرف النسب وكرم الأصل في صميم قريش ولبابها وذروة الشرف وسنامه، لم تزل في ضمائر الكون تختار له الأمهات والآباء.
زر الذهاب إلى الأعلى