مقالات

الدكروري يكتب عن بر الوالدين بعد موتهما

الدكروري يكتب عن بر الوالدين بعد موتهما

الدكروري يكتب عن بر الوالدين بعد موتهما

بقلم / محمــد الدكــروري

إن طاعة الوالدين وصية من الله عز وجل، وباب يفتح للعبد طريقه إلي الجنه بأمر الله تعالي، فينبغي علي العبد أن يبر والداه في حياتهما وهم علي قيد الحياة، وكما يجب برهما بعد وفاتهما أيضا حيث أمر الله تعالى المسلم ببر والديه في جميع الأوقات حتى وإن كانا متوفيين، لقول النبي صلي الله عليه وسلم “إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقة جارية أو علم ينتقع به أو ولد صالح يدعو له” وكما أن هناك العديد من الأمور التي يستطيع

 الإنسان بر والديه بها بعد موتهما، ومنها الوفاء بنذرهما كنذر الصيام، أو الحج، أو العُمرة، أو غير ذلك من العبادات التي يجوز فيها الإنابة، وقضاء ما عليهما من ديون والقيام بحقوقهما وواجباتهما سواء أكانت لله تعالى أو لغيره من البشر، وذلك لحديث النبي صلي الله عليه وسلم. 

أن سعد بن عبادة رضي الله استفتي رسول الله صلي الله عليه وسلم، فقال إن أمي ماتت وعليها نذر، فقال ” أقضه عنها” وكذلك قضاء الصيام عنهما، والصدقة عنهما، وتنفيذ وصيتهما، والدعاء لهما بعد موتهما، وإكرام صديقهما لقول النبي صلي الله عليه وسلم، في الحديث للرجل الذي سأله عن بر والديه بعد موتهما، يا رسول الله، هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما؟ قال نعم ” الصلاة عليهما، والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما وإكرام صديقهما” ولقول النبي صلي الله عليه وسلم ” أبر البر أن يصل الرجل ود أبيه” وكما يجب أيضا التصدق عنهما، ولكن يجب أن تعلم من هما الوالدان اللذان جاءت نصوص الشرع بالبر والطاعة لهما؟ وأي حق أو تقدير للوالدين اللذين أمر الله بالإحسان إليها؟ 

إنهما أمك وأبوك، أمك التي حملتك في أحشائها وهنا على وهن، حملتك كرها ووضعتك كرها، ولا يزيدها نموك إلا ضعفا وثقلا، غذتك بصحتها، تجوع هي لتشبع أنت، وتسهر لتنام أنت، كم أماطت عنك الأذى ولم تضق بك ذرعا، هي أم الصبر، وحبل الشوق، وعنوان التضحية، ورمز الحنين، ومرفأ السلوى والشكوى، وأبوك يكد لك ويسعى، ويتحمل الأخطار بحثا عن لقمة العيش لك، ويدفع عنك صنوف الأذى، ويتعهدك بالحنان، والتربية، وأنت محل تفكيره، وبك غالب همومه، هو الخادم المجهول، والمكافح المغمور، فهذان الأبوان هم اللذان قال الله تعالي فيهما كما جاء في سورة النساء ” واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا” وأمرنا الله عز وجل بالشكر لهما، فقال تعالي كما جاء في سورة لقمان ” أن اشكر لي ولوالديك” 

بل أمر بمصاحبتهما في الدنيا معروفا وإن كانا كافرين، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله وسلم قال “رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف” قيل من يا رسول الله؟ قال “من أدرك والديه عند الكبر أو أحدهما فلم يدخل الجنة” رواه مسلم، وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم “أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال الصلاة على وقتها قلت ثم أي قال “بر الوالدين” قلت ثم أي؟ قال “الجهاد في سبيل الله” رواه البخاري.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock