دين ودنيا

الدكروري يكتب عن المسجد في العهد النبوي الشريف

الدكروري يكتب عن المسجد في العهد النبوي الشريف
بقلم/ محمـــد الدكـــروري

لقد كان المسجد النبوي في عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم بمثابة مكان يمارس فيه القائد والحاكم مهامه، فالسياسة جزء من الدين لا تنفصل عنه، ولو أن الأمر يناقض ذلك لأقام الرسول صلى الله عليه وسلم، بيتا للأمارة بشكل مستقل عن المسجد، وأيضا كان من أهمية المسجد هو تثبيت الأصل التي تقوم عليه الدولة الإسلامية، والذي يتمثل بالعلاقة مع الله تعالى، فهي الأساس الذي تقوم عليه أمور السياسة، وأيضا استقبال الوفود في المسجد، والاجتماع معهم فيه، للبحث فيما يتعلق بأمور الحروب، والإصلاحات والأسرى، وعقد الاتفاقات والتفاوضات معهم، وكذلك التشاور في أمور الغزوات قبل حدوثها، وعقد مجالس لتعلم العلوم الشرعية، وباقي العلوم الأخرى، والحكم بين المتخاصمين داخل المسجد، حيث كان يعد دارا للقضاء.

وكذلك ممارسة بعض الأنشطة الاجتماعية، فهو مأوى الفقراء، ومكان لممارسة الأحباش لبعض الأنشطة الترفيهية، والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار حيث آخى النبي صلى الله عليه وسلم، بين المهاجرين والأنصار، ووثق بينهم روابط المحبة، والألفة، والتكافل الاجتماعي، وكان على أساس الأخوة الإسلامية، فكانت علاقاتهم بعد المؤاخاة مع بعضهم، كالأخوة تماما، يتقاسمون أمورهم، ويتعاونون مع بعضهم في أمور الخير، وما ينفع مجتمعهم، ويحبون الخير لبعضهم، ويؤثرون على أنفسهم رغم ضيق عيشهم وصعوبة أحوالهم، فكانت أخوتهم صادقة وحقيقية، تقوم على الإيمان بالله تعالى، وعلى العقيدة السليمة في نفوسهم، وتمت المؤاخاة في بيت أنس بن مالك رضي الله عنه، وكما أقام النبى صلى الله عليه وسلم، بالمعاهدة بين المسلمين واليهود.

حيث قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، بكتابة الوثيقة أو الصحيفة التي تنظم علاقة جميع المواطنين في المدينة على اختلاف دياناتهم وأصولهم، فكانت بين المسلمين من المهاجرين والأنصار مع بعضهم البعض، ومع قبائل يهود بني قريظة، وبني النضير، وبني قينقاع، واشتهرت باسم وثيقة المدينة، وقد سمّاها بعض المعاصرين بدستور المدينة، واحتوت الوثيقة في داخلها على مجموعة من البنود المتفق عليها، وقام النبى صلى الله عليه وسلم، ببناء السوق الإسلامي، حيث سعى الرسول صلى الله عليه وسلم، أثناء مكوثه في المدينة إلى بناء سوق إسلامي خاص بالمسلمين، مستقل عن الأسواق الأخرى، حيث إنه لم يكن يعط أي حرية بممارسة أي عمل اقتصادي داخل المسجد، لحرمته وقدسيته، حيث يغلب على أي عمل اقتصادي ممارسته من قبل جميع الناس.

وكثرة المعاملات التجارية التي تحصل فيه، وقد اتجه نظر رسول الله الكريم صلى الله عليه وسلم، لبناء سوق إسلامي، بسبب عدم وجود سوق داخل المدينة خاص بالمسلمين ومعاملاتهم، وقد كان هناك سوق يسيطر عليه اليهود، وهو سوق بني قينقاع، وكانوا هم من يسيطرون عليه، وعلى العمليات التي تتم داخله، ويمنعون المسلمين من الدخول إليه إلا بدفع الخراج لهم، فكان أمر النبي صلى الله عليه وسلم، ببناء السوق الإسلامي الذي يرأسه المسلمون، وقام بوضع الأسس الخاصة بالعمل في داخله، من حيث كيفية البيع والشراء، وتحديد الأسعار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock