مقالات

الدكروري يكتب عن إستعداد الرسول لملاقاة العدو

الدكروري يكتب عن إستعداد الرسول لملاقاة العدو

الدكروري يكتب عن إستعداد الرسول لملاقاة العدو
بقلم / محمـــد الدكـــروري

عندما علم النبي الكريم صلي الله عليه وسلم لزحف مشركين مكه غلي المدينة يريدون حرب المسلمين، فأخذ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يستعد في المدينة حين بلغه زحف قوات قريش، حيث بلغت مشارف المدينة نفسها في اليوم الأول من شهر شوال من العام الثالث للهجرة، واعتمد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في تعبئة قواته ليس على

 الجانب المادي فحسب بل على الإيمان والحق وقوة الشورى، باعتبار أن مبدأ الشورى خير سبيل يؤدي إلى توحيد قلوب المؤمنين المخلصين، ويجعل كل نفس تحس بأنها جزء لا يتجزأ مع غيرها، فضلا عن اكتشاف الآراء ومعرفة رأي أصحابها، ووقف الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بعد الصلاة يستشير المسلمين قبل المعركة، وكان محور الشورى يدور على أمرين.

أيخرج النبي صلى الله عليه وسلم بجيش المسلمين للقتال، أم يبقي في المدينة ويقاتل العدو؟ وذلك استطلاعا للرأي في أي الأمرين أنكى للعدو وأقرب للنصر، وروي أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال “امكثوا، واجعلوا الذراري في الآطام، فإن دخل علينا القوم في الأزقة قاتلناهم، ورُموا من فوق البيوت” وأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه “فإن رأيتم أن تقيموا بالمدينة وتدعوهم حيث نزلوا فإن أقاموا أقاموا بشر مقام، وإن هم دخلوا علينا قاتلناهم فيها” وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الخروج، ولكن نفرا من الصحابة فاتهم غزوة بدر، قالوا يا رسول الله، اخرج بنا إلى أعدائنا، لا يرون أنا جبنا عنهم وضعفنا فقال عبدالله بن أبي ابن سلول يا رسول الله، أقم بالمدينة.

لا تخرج إليهم فوالله ما خرجنا منها إلى عدو قط إلا أصاب منا، ولا دخلها علينا إلا أصبنا منه فدعهم يا رسول الله، فإن أقاموا بشر محبس، وإن دخلوا قاتلهم الرجال في وجههم، ورماهم النساء والصبيان بالحجارة من فوقهم، وإن رجعوا رجعوا خائبين كما جاؤوا، وانتهى مجلس الشورى بتغلب الرأي القائل بالخروج من المدينة وقتال العدو، فلم يزل الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كان من أمرهم حب لقاء القوم، حتى دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيته، فلبس لأمته، وذلك يوم الجمعة حين فرغ من الصلاة، وأظهر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم احترامه لمبدأ الشورى، وما استقر عليهم الرأي، وإن كان هذا الرأي يخالف ما رآه هو نفسه، ذلك أن النفر الذى رأى الخروج من المدينة ندموا.

وقالوا “استكرهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن لنا ذلك، فلما خرج عليهم رسول الله صلى الله عليهم وسلم قالوا يا رسول الله، استكرهناك، ولم يكن لنا ذلك، فإن شئت فاقعد، صلى الله عليك” فقال صلى الله عليه وسلم “ما ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل” فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ألف من أصحابه، وتناولت الآيات الكريمة اعتماد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد على مبدأ آخر مهم، وهو مبدأ النظام، وإقراره إلى جانب إقرار مبدأ الشورى، وهما أمران يمثلان العمود الفقرى للدولة الإسلامية الوليدة، والركيزة الأساسية لتنظيم حياتها على مر العصور والأزمان، وأشار القرآن الكريم إلى تنظيم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم للمسلمين استعدادا للمعركة فقال تعالى كما جاء فى سورة آل عمران ” وإذ غدوت من أهلك تبؤئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock