بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الخصال المكتسبة من الأخلاق الحميدة والآداب الشريفة وهي المسماة بحسن الخلق، وجميعها قد كانت خلق نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم على الانتهاء في كمالها، والاعتدال في غايتها، حتى أثنى الله تعالى عليه بذلك فقال تعالى ” وإنك لعلى خلق عظيم” وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها كان خلقه القرآن، يرضى برضاه، ويسخط بسخطه، وكان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا، وكانت له هذه الآداب الكريمة كما كانت لإخوانه من الأنبياء جبلة خلقوا عليها، ثم يتمكن الأمر لهم وتترادف نفحات الله تعالى عليهم وتشرق أنوار المعارف في قلوبهم، حتى يصلوا الغاية، ويبلغوا باصطفاء الله تعالى لهم بالنبوة في تحصيل هذه الخصال الشريفة النهاية دون ممارسة، ولقد وضح لنا النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم شرط دخول الجنه وهو الايمان بالله التام.
وكما وضح لنا جميعا شرط الايمان وهو المحبة فى الله تعالي الخالصة، فاتقوا الله واحذروا عواقب ما يعود عليكم بالضرر في أمور دينكم ودنياكم، واحذروا عواقب الشحناء والبغضاء وفي الحديث الشريف عن أبي هريرة رضِي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيُغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا، إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا” رواه مسلم، إن الأخلاق هي أفضل مامدح الله عز وجل به نبيه الكريم محمد صلي الله عليه وسلم فقال تعالي ” وإنك لعلى خلق عضيم” والأخلاق هي أن يكون الرجل كثير الحياء، قليل الأذى، كثير الصلاح، صدوق اللسان، قليل الكلام، كثير العمل، قليل الزلل.
صبورا حليما رفيقا عفيفا شفيقا، لا لعانا ولا سبابا ولا نماما ولا مغتابا، ولا حقودا، ولا بخيلا ولا حسودا، فهو يحب في الله، ويبغض في الله، ويرضى في الله، ويغضب في الله، وعلينا جميعا أن نعلم علم اليقين أن الأمة حينما تفقد القيم الأخلاقية تكون قد انتهت، وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبو، وإننا نعيش اليوم في مجتمعنا أزمة حقيقية أزمة أخلاق في كل المستويات فهناك أزمة أخلاقية بين الكبير والصغير وبين المدير والعاملين، وبين الأستاذ وتلاميذه، وبين التاجر والمشتري، وبين الرجل وزوجته، والأخ واخوه، والرجل وأقاربة، وإن كل هذا بسبب ضعف الوازع الديني والأخلاقي، وإنه لا حل لمشاكلنا التي نحن فيها الآن الا بالعودة الى الله عز وجل، فنعود إلي الدين وإلي منهج الإسلام، ونعودة الى الأخلاق الكريمة الحميدة من الرحمة.
والعدل والإنصاف والإحسان والعفو والحلم، إن الوقفة مع الأخلاق هي عندما يأتي رجل ويمسك النبي صلى الله علية وسلم، من ثيابة بشدة ويقول له يا محمد اعطني من مال الله، فهذا ليس مالك ولا مال أبيك فيعطى النبي صلى الله علية وسلم، هذا الأعرابي، ثم يقول له هل رضيت؟ هل أحسنا إليك؟ قال لا، ما أحسنت، ولا أجملت، ثم أعطاه الثانية، فقال هل رضيت؟ قال لا، ثم أعطاه الثالثة، قال رضيت؟ قال نعم، فجزاك الله من أهل، ومن عشيرة خيرا، فما أحوج الأمة الآن أن تحول خلق النبي صلى الله عليه وسلم في حياتها إلى منهج حياة، وإلى واقع، وما أحوج الأمة التي تجيد الكلام والخطابات والأشعار إلى أن تحول خلق النبي المختار إلى واقع عملي ومنهج حياة.
زر الذهاب إلى الأعلى