مقالات

الدكروري يكتب عن وإذا مروا باللغو مروا كراما

الدكروري يكتب عن وإذا مروا باللغو مروا كراما
بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد أمر الله تعالى بالإحسان إلى الآخرين لأنها عبادة عظيمة وقربة كريمة، فالإحسان سبب من أسباب رضى الرحمن وعامل مهم من عوامل بناء الإحسان ورافد رئيسي من روافد الأمن والأمان في المجتمعات والبلدان والأوطان، وقد نهانا الله عز وجل عن قول الزور، وحذرنا سبحانه وتعالي من الوقوع فيه، وقول الزور هو الكذب كونه يكذب على الناس صار كذا وكذا بيع كذا، سافر فلان وهو يكذب، قدم فلان، إلى غير هذا من الكذب، وشهادة الزور كونه يشهد لفلان، أنه باع كذا أو اشترى كذا أو أن عليه دين لكذا أو أن عنده مال لفلان يشهد بحق وهو كاذب، يشهد بشيء وهو كاذب، هذه من شهادة الزور، يشهد لفلان أنه شرى من فلان كذا وكذا، أن له دين على فلان وهو يكذب، هذه شهادة الزور.

بأن يشهد أنه قتل فلان أو ضرب فلان وهو يكذب، ويشهد بأنه سبه بأنه قذفه وهو يكذب، كل هذا يقال له شهادة الزور، وفي الحديث الصحيح يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم “ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا بلى يا رسول الله، قال صلى الله عليه وسلم “الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئا فجلس فقال ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم” أن أكبر الكبائر الشرك والعياذ بالله” وهو عبادة غير الله، وقد صرف بعض العبادة لغير الله كالذي يدعو الأموات، يستغيث بالأموات، ينذر لهم، يذبح لأهل القبور، يذبح للجن يستغيث بالجن، يذبح للأصنام من الأشجار والأحجار، للنجوم، هذا هو الشرك الأكبر، أو يجحد ما أوجب الله، كأن يجحد وجوب الصلاة أو وجوب الزكاة.

أو وجوب صوم رمضان، أو يجحد ما أحل الله للمسلمين كأن يجحد حل البر،حل الإبل والبقر والغنم، أو يجحد ما حرم الله كأن يقول الزنا حلال أو الخمر حلال، كل هذا كفر أكبر شرك أكبر، ثم يلي هذا العقوق للوالدين، عقوق الوالدين من أكبر الكبائر، وقتل النفوس بغير حق من أكبر الكبائر، ويلي الشرك القتل والعقوق للوالدين الأب والأم والجد والجدة، بالسب والشتم أو الضرب أو غير هذا من أنواع الأذى، ثم قال صلى الله عليه وسلم شهادة الزور وهو الكذب، وقد قرن الله سبحانه وتعالى بين عبادة الأصنام وبين قول الزور فقال تعالى ” فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور” ونزه المؤمنين عن قول الزور و جعل من أبرز صفاتهم الابتعاد عن قول الزور، وعن شهادة الزور.

فقال سبحانه وتعالى ” والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما” وما ذلك إلا لأنه من أكبر الكبائر وأعظم الجرائر وأخطر الظواهر لما يترتب عليه من الكذب والفجور والظلم وهدر الحقوق ونشر البغضاء والضغينة، فبسببه انتزعت أملاك بغير حق وأكلت أموال ظلما وانتهبت حقوق بالباطل، كم برئ بسبب شهادة الزور أصبح متهم وكم من متهم بسبب شهادة الزور أصبح بريئا وكم من قضايا باطلة ودعاوى كاذبة ألبست لباس الزور فأصبحت قضايا مصدقة، وقضايا حقيقية أصبحت بشهادة الزور باطلة مكذبة، وكم من شخص ظلم في حقه أو أودع السجن وهو برئ بسبب قول الزور وشهادة الزور، فإن شهادة الزور تسبب لشاهدها دخول النار لأنها تطمس العدل والإنصاف.

وتعين الظالم على ظلمه وتضيع حقوق الناس وتظلم بعضهم على حساب بعض وتعطي الحق لغير مستحقه وتزرع الأحقاد في القلوب وتعصف بالمجتمع وتقوض أركانه وتزعزع أمنه واستقراره فيقول النبي صلى الله عليه وسلم “إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع منه، فمن قضيت له بحق أخيه فإنما هي قطعة من النار فليأخذها أو يذرها”

اظهر المزيد

شبكه أخبار مصر

فاطمة الشوا رئيس مجلس إدارة جريدة شبكة أخبار مصر وصاحبة الإمتياز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock