دين ودنيا

الدكروري يكتب عن نعمة العقل

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن العقل نعمة فإذا استخدمته في طاعة وحافظت عليه فقد شكرت النعمة وأديت حقها، فبذلك تنال الرحمة والمغفرة، أما إذا استخدمته في معصية وأسرفت فيه، وتعديت عليه بالمسكرات، فقد ظلمت نفسك وكفرت بالنعمة ولم تؤدي حقها فبذلك دخلت في دائرة الظلم والكفران، فالأمر في ذلك منوط بعمل الإنسان، وقس على ذلك بقية النعم، فى النهايه إعلم أن الخمر والمخدرات مفتاح كل شر، فكم أوقعت في قتل النفس المعصومة، وتسببت في الوقوع في الفاحشة والرذيلة، فيالها من عاقبة وخيمة، ونهاية مؤلمة لمن ألف الخمر وشربها، وقال عبدالله بن رجاء الغداني البصري رحمه الله كان لأبي حنيفة رحمه الله جار إسكافي وهو صانع الأحذية، يعمل نهاره أجمع، فإذا جنه الليل رجع إلى منزله وقد حمل لحما فطبخه.

أو سمكة فشواها، ثم لا يزال يشرب حتى إذا دب الشراب فيه غزل بصوت يقول أضاعوني وأي فتى أضاعوا ليوم كريهة وسداد ثغر، فلا يزال يشرب الخمر ويردد هذا البيت حتى يأخذه النوم، وكان أبو حنيفة يصلي الليل كله، ففقَد أبو حنيفة ليلة صوته، فاستخبر عنه، فقيل أخذه العسس وهو محبوس، فلما صلى أبو حنيفة الصبح من غده ركب بغلته، وجاء الأمير فاستأذن عليه، فأذن له وألا ينزل حتى يطأ البساط، فلم يزل الأمير يوسع له في مجلسه حتى أنزله مساويا له فقال ما حاجتك؟فقال إسكافي أخذه الحرس ليأمر الأمير بتخليته، قال نعم، وكل من أخذ معه تلك الليلة، فخلى جميعهم، فركب أبو حنيفة والإسكافي يمشي وراءه، ولما نزل مضى إليه، وقال يا فتى أضعناك؟ قال لا، بل حفظت ورعيت جزاك الله خيرا.

عن حرمة الجار ورعاية الحق، وتاب الرجل، ولم يعد إلى ما كان فيه، فعلينا جميعا أن نتوب إلي الله عز وجل، فاصنعوا المعروف لكي تنالوا مغفرة الله تعالى وتدخلوا جنته، وأحسنوا إلى عباد الله، وأدوا إليهم حقوقهم الواجبة والمستحبة حتى يحسن الله إليكم، وييسر لكم أموركم، ويفرج عنكم كربكم في الدنيا والآخرة، فيجب علينا أن نحافظ علي شباب الأمة، فإن مكانة الشباب على عهد النبى صلي الله عليه وسلم كانت لها شأن كبير، فهم الذين رفعوا راية الدين وفتحوا البلاد وغزوها من اجل رفعة اسم الدين ومع ذلك كان للشيوخ، وكبار السن دورا ايضا فهم الذين يخططون , فالأمة لا تستغني أبدا عن شبابها، وأمة تستغني عن شبابها أمة خاذلة، وأمة خاسرة مخذولة، فلا غنى أبدا للشباب عن الشيوخ والآباء.

ولا غنى أبدا للشيوخ والآباء عن الشباب، وكان النبي صلى الله عليه وسلم شديد الحفاوة بالشباب، فلقد أوحى الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في سن الأربعين وهو سن اكتمال الشباب، وكان أبو بكر رضي الله عنه في الثامنة والثلاثين من عمره في ريعان الشباب، أما عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكان في السابعة والعشرين من عمره في ريعان الشباب، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه كان في العاشرة من عمره، والزبير بن العوام والأرقم بن أبي الأرقم وخباب بن الأرت وعبد الله بن الزبير ومصعب بن عمير وسعد بن أبي وقاص هؤلاء وغير هؤلاء كانوا شبابا في ريعان الشباب، نصروا الدعوة من لحظاتها الأولى بأوأرواحهم ودماءهم لنصرة هذا الدين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock