دين ودنيا

الدكروري يكتب عن كيفية التعامل مع المراهقين

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد كان صحابة النبي صلى الله عليه وسلم يحرصون على الصلاة حرصا شديدا، فقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يعاني من سكرات الموت والدم ينزف من جرحه يقول ” لا حظ في الإسلاَم لمن ترك الصلاة ” وأول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من النعيم عن جسمه وعن عمره، فيسأل الله تعالى عباده يوم القيامة عن النعيم بعد أن وجدوا الصحة في أجسامهم، ووفر لهم الماء الذي لا تتصور الحياة بدونه، وأعطاهم ألوان النعيم المختلفة من الصحة والفراغ والنوم وغيرها الكثير، وإن للتعامل مع المراهقين أساليب وطرق وقواعد ينبغي العمل بها لكي نوصل الطفل إلى المراهقة الناضجة السليمة، وهى في جانب العلاقة والتعامل معه، اكتشف الإيجابيات الصغيرة.

فالغالب أن يهتم الآباء والمربون بعيوب الطفل الصغيرة أكثر من مَحاسنه وإنجازاته، أو ينتبهوا إلى بعض الإيجابيات الجيدة نسبيا، مثل اجتهاده في الدراسة، ولا ينتبهون إلى أهم من ذلك وهو الصلاة، وأيضا أبلغه أنك تحبه، وعبر له عن حبك بالهدية والسلام، واحترامك وإكرامك لأصدقائه، والدعاء للابن في ظهر الغيب، أو حتى في وجوده، والثناء عليه في غيابه، وإعطائه كنية يحبها، وإخبارك بحبه له مباشرة، فاكتشافك لإيجابيات ابنك وتعبيرك لحُبه، سيجعل لحديثك مكانا في نفسه، بشرط أن تتحدث إليه كصديق، وإن أشد مرحلة يكره فيها الإنسان النصائح المباشرة هي مرحلة المراهقة، وخصوصا من والديه، وكثير من جلسات الآباء فيها محاضرات كثيرة.

فالأب الحكيم هو الذي يجعل كلامه مختصرا ومُحدد الهدف، وإن أردت أن تعطيه بعض التوجيهات، فلتكن قبل وقوعه في الخطأ، فإن في الحقيقة يميل كثير من الآباء إلى الإطالة عند الإجابة عن أسئلة الأبناء، والابن بطبيعته كبشر يملّ، وقد كان من هدى النبى صلى الله عليه وسلم، أنه يختصر الكلام خشية أن يملّ أصحابه، فاختصار الإجابة تجعله يسأل مرات أخرى، والعكس بالعكس، فإن المراهقة تختلف من فرد إلى آخر، ومن بيئة جغرافية إلى أخرى، ومن سلالة إلى أخرى، كذلك تختلف باختلاف الأنماط الحضارية التي يتربى في وسطها المراهق، فهي في المجتمع البدائي تختلف عنها في المجتمع المتحضر، وكذلك تختلف في مجتمع المدينة عنها في المجتمع الريفي.

كما تختلف من المجتمع المتزمت الذي يفرض كثيرا من القيود والأغلال على نشاط المراهق، عنها في المجتمع الحُر الذي يتيح للمراهق فرص العمل والنشاط، وفرص إشباع الحاجات والدوافع المختلفة، كذلك فإن مرحلة المراهقة ليست مستقلة بذاتها استقلالا تاما، وإنما هي تتأثر بما مر به الطفل من خبرات في المرحلة السابقة، والنمو عملية مستمرة ومتصلة، وإن مما يعين الشاب علي طاعة الله تعالي هو الصحبة الصالحة فقد قال الحسن البصري رحمه الله ” استكثروا من الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة ” لذلك يتحسر المشركون من عدم وجود صديق صالح يشفع لهم، وقد صور لنا النبي صلى الله عليه وسلم شفاعة الصحبة الصالحة في الآخرة.

وإن من فوائد الصحبة الصالحه هو النجاة من فزع يوم القيامة، وأن الصحبة الصالحة في ظل عرش الرحمن، فهذه ثمرات وفوائد الصحبة الصالحة في الدنيا والآخرة فاحرصوا على انتقاء الصحبة الصالحة لكم ولأبنائكم وبناتكم وأزواجكم لتفوزوا بسعادة العاجل والآجل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock