لواء دكتور/ سمير فرج
متابعة عادل شلبى
احتفلت القوات الجوية المصرية أمس، الرابع عشر من أكتوبر، بعيدها الذي حققت فيه أغلى انتصار جوي في العصر الحديث، وهو معركة المنصورة الجوية، والتي دارت أحداثها فوق مطار المنصورة، بمشاركة 200 طائرة حربية؛ منهم 120 طائرة إسرائيلية من أنواع الفانتوم، وسكاي هوك، وميراج 2000، مقابل 80 طائرة حربية تابعة للقوات المصرية من طراز ميج 21، وسوخوي 7، وميراج 2000.
بدأت المعركة بهجوم الطائرات الإسرائيلية على القواعد المصرية، من جهة البحر المتوسط، تفادياً للهجوم من اتجاه سيناء، الذي كان سيعرضها لضربات حائط الصواريخ المصري، غرب القناة، والذي كان سبباً في شل قدرتها على التصدي للهجوم المصري في يوم 6 أكتوبر 1973.
قامت الخطة الجوية الإسرائيلية على أساس تنفيذها عبر ثلاث موجات جوية؛ تعتمد الأولى منها على استدراج طائرات الميج المصرية وإبعادها عن الطائرات التي تحميها، أما الموجة الثانية فتقوم على ضرب وإسكات الدفاعات الجوية المصرية والرادارات، بينما الموجة الثالثة هي الموجة الهجومية لضرب المطارات العسكرية المستهدفة.
دارت أحداث هذه المعركة العظيمة على مدار 53 دقيقة، لتسجل في المراجع العسكرية كأطول، وأقوى وأشرس المعارك الجوية في التاريخ العسكري الحديث، والتي انتهت بانتصار القوات الجوية المصرية. فرغم التفوق العددي والنوعي لطائرات العدو الإسرائيلي، مقارنة بالمقاتلات المصرية، إلا أن حجم الخسائر بين صفوف القوات الإسرائيلية وصلت إلى 17 طائرة، بينما خسرت القوات الجوية المصرية خمس طائرات، فقط، سقط اثنان منهم بسبب نفاذ الوقود.
وهو ما سجل في المراجع العسكرية الدولية، وكانت كفاءة الطيارين المصريين محط إشادة من الخبراء العسكريين الدوليين، لقدرتهم على تخطي عقبة التدني النسبي لكفاءة الطائرات السوفيتية الميج 21 والسوخوي، أمام نظائرها من الفانتوم وسكاي هوك. وأذكر جيداً تعليق معهد ستوكهولم، على تلك المعركة، بأن الطيارين الإسرائيليين دخلوا هذه المعركة يملؤهم الغرور، اعتماداً على شهرتهم بأنهم اليد الطولي للجيش الإسرائيلي، وفق ما ادعوا بعد حرب 67، بينما خاضها الطيار المصري معتمداً على كفاءة تدريبه، وارتفاع روحه المعنوية، وإصراره على محو هزيمة 67، فتحقق له النصر في هذه المعركة الجوية.
وهكذا تظل معركة المنصورة الجوية المصرية أبلغ دليل على قوة وعظمة الطيار المقاتل المصري، الذي حقق نصراً عظيماً على القوات الجوية الإسرائيلية في أشرف حروب العصر الحديث، وهي حرب أكتوبر 73 المجيدة.
زر الذهاب إلى الأعلى