بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مثالا يحتذى به في أخلاقة وفي تواضعه وسمته أليس قد وصفته السيدة عائشة رضي الله عنها بأن كان خلقه القرآن؟ فها هو يخبر عن نفسه فيقول “لا آكل متكئا” وفي البخاري من حديث انس رضي الله عنه قال كانت الأمة من إماء أهل المدينة، لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت وكان الرجل إذا دخل على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يسأل أيكم محمد، وإن الأسرة المسلمة هى المسؤول الأول عن التربية فكل هذه الوسائل وغيرها تشارك في قضية تربية الأجيال والشباب، شئنا هذا أم أبينا، لكن الحق وكل الحق، أن الأسرة المسلمة والبيت المسلم، هو القاعدة الأساس، والعمود الأوحد في هذه القضية كلها، مهما تعددت مدارس التربية، لماذا؟
لأن هذه الوسائل مهما كثر خطرها، وامتد ضررها، فبالإمكان تضييق الخناق عليها، ورد الباطل منها، وإضعاف تأثيرها، وبالإمكان إبعادها من حياتنا والاستغناء عنها إلى مرحلة تربوية صحيحة، تغرس فيها القيم، وتعلم فيها أصول الإسلام وعقائده، ثم الأهم من ذلك كله أن الله تعالى في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بيّن لنا أن الأسرة هي أصل التربية للأجيال وعمودها، فقال تعالى ” قو أنفسكم وأهليكم نارا” وتقوم النظرية الإسلامية في التربية على أسس أربعة،هي تربية الجسم، وتربية الروح، وتربية النفس، وتربية العقل، وهذه الأسس الأربعة تنطلق من قيم الإسلام، وتصدر عن القرآن والسنة ونهج الصحابة والسلف في المحافظة على الفطرة التي فطر الله الناس عليها بلا تبديل ولا تحريف.
فمع التربية الجسمية تبدأ التربية الروحية الإيمانية منذ نعومة الأظفار، وقد اهتم الإسلام بالصحة النفسية والروحية والذهنية، واعتبر أن من أهم مقوماتها التعاون والتراحم والتكافل، وغيرها من الأمور التي تجعل المجتمع الإسلامي مجتمعا قويا في مجموعه وأفراده، وفي قصص القرآن الكريم ما يوجه إلى مراهقة منضبطة تمام الانضباط مع وحي الله عز وجل، وقد سبق الرسول صلى الله عليه وسلم الجميع بقوله “لاعبوهم سبعا وأدبوهم سبعا وصادقوهم سبعا، ثم اتركوا لهم الحبل على الغارب” وقد قدم الإسلام عدداً من المعالم التي تهدي إلى الانضباط في مرحلة المراهقة، مثل الطاعة، بمعنى طاعة الله، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وطاعة الوالدين ومن في حكمهما، وقد أكد القرآن الكريم هذه المعاني.
في وصية لقمان الحكيم لابنه وهو يعظه قال كما جاء فى سورة لقمان” يا بنى لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم” وأيضا فإن هناك الاقتداء بالصالحين، وعلى رأس من يقتدي بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فالإقتداء به واتباع سنته من أصول ديننا الحنيف، قال الله عز وجل كما جاء فى سورة الأحزاب ” لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا” كما اعتبر الإسلام أن أحد أهم المعالم التي تهدى إلى الانضباط في مرحلة المراهقة وهو التعاون والتراحم والتكافل لأنه يجعل الفرد في خدمة المجتمع، ويجعل المجتمع في خدمة الفرد، و الدليل على ذلك ما رواه أحمد عن النعمان بن بشير رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال” مثل المؤمن كمثل الجسد إذا اشتكى الرجل رأسه تداعى له سائر جسده“.
زر الذهاب إلى الأعلى