دين ودنيا

الدكروري يكتب عن المنافق ليس بصادق

بقلم / محمـــد الدكـــروري

يقول سفيان بن عيينة رحمه الله تعالي “إذا وافقت السريرة العلانية فذلك العدل، وإذا كانت السريرة أفضل من العلانية فذلك الفضل، وإذا كانت العلانية أفضل من السريرة فذلك الجور والظلم” وقال بعض السلف “من صفا، أي صفا قلبه من الشوائب، صُفي له، ومن كدر كُدر عليه، ومن أحسن في نهاره كوفئ في ليله، ومن أحسن في ليله كوفئ في نهاره، ومن صدق في ترك الشهوة ذهب الله بها من قلبه، والله أكرم من أن يعذب قلبا بشهوة تركت له” وإن الصدق معناه مطابقة الخبر للواقع، هذا في الأصل، ويكون في الأخبار، فإذا أخبرت بشيء وكان خبرك مطابقا للواقع قيل أنه صدق، فالخبر إن طابق الواقع فهو صدق، وإن خالف الواقع فهو كذب، وكما يكون الصدق في الأقوال.

يكون الصدق أيضا في الأفعال، فالصدق في الأفعال هو أن يكون الإنسان باطنه موافقا لظاهره، بحيث إذا عمل عملا يكون موافقا لما في قلبه، فالمرائي مثلا ليس بصادق لأنه يظهر للناس أنه من العابدين وليس كذلك، والمشرك مع الله ليس بصادق لأنه يظهر أنه موحد وليس كذلك، والمنافق ليس بصادق، لأنه يظهر الإيمان وليس بمؤمن، والمبتدع ليس بصادق لأنه يظهر الإتباع للرسول الكريم صلى الله عليه وعلى وسلم وليس بمتبع، فالمهم أن الصدق مطابقة الخبر للواقع وهو من سمات المؤمنين، ومن صفاتهم، وعكسه الكذب وهو من سمات المنافقين ومن خصالهم، فينبغي عليك أن لا تستحيي من الخلق وألا تبارز الخالق سبحانه وتعالى بالكذب، قل الصدق ولا تبالي بأحد، وأنت إذا عودت نفسك الصدق.

فإنك في المستقبل سوف تصلح حالك، أما إذا أخبرت بالكذب، وصرت تكتم عن الناس وتكذب عليهم، فإنك سوف تستمر في غيك، ولكن إذا صدقت فإنك سوف تعدل مسيرك ومنهاجك، فعليك بالصدق فيما لك وفيما عليك، حتى تكون مع الصادقين الذين أمرك الله أن تكون معهم وإن أفضل الصديقين على الإطلاق أصدقهم، وهو أبو بكر رضي الله تعالى عنه، عبد الله بن عثمان بن أبي قحافة، الذي استجاب للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم، حين دعاه إلى الإسلام ، ولم يحصل عنده أي تردد وأي توقف، فبمجرد ما دعاه الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى الإسلام أسلم، وصدق النبي صلى الله عليه وسلم حين كذبه قومه، وصدق النبي صلى الله عليه وسلم حين أخبر عن الإسراء والمعراج وكذبه الناس.

وقالوا كيف تذهب يا محمد من مكة إلى بيت المقدس وترجع في ليلة واحدة، ثم تقول إنك صعدت إلى السماء؟ فهذا لا يمكن، ثم ذهبوا إلى أبي بكر رضي الله عنه وقالوا له أما تسمع ما يقول صاحبك؟ قال أبى بكر وماذا قال؟ قالوا له إنه قال كذا وكذا، فقال أبى بكر الصديق رضى الله تعالى عنه ” إن كان قال، فقد صدق” فمنذ ذلك اليوم سُمى بالصديق رضي الله عنه، وأما الكذب فإن النبي الكريم صلى الله عليه، وسلم، حذر منه، فقال ” وإياكم والكذب ” ومعنى إياكم هو للتحذير، أي احذروا الكذب والكذب هو الإخبار بما يخالف الواقع. سواء كان ذلك بالقول أو بالفعل وقوله صلى الله عليه وآله وسلم “وإن الكذب يهدي إلى الفجور” فإن الفجور هو الخروج عن طاعة الله عز وجل.

لأن الإنسان يفسق ويتعدى طوره ويخرج عن طاعة الله تعالى إلى معصيته، وأعظم الفجور هو الكفر عياذا بالله فإن الكفرة فجرة، كما قال الله عز وجل فى كتابه الكريم كما جاء فى سورة عبس ” أولئك هم الكفرة الفجرة” وقال الله عز وجل فى كتابه الكريم كما جاء فى سورة المطففين ” كلا إن كتاب الفجار لفى سجين، وما أدراك ما سجين، كتاب مرقوم، ويل يؤمئذ للمكذبين، الذين يكذبون بيوم الدين “

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock