دين ودنيا

الدكروري يكتب عن القيم في الشريعة الإسلامية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد حفظ الله سبحانه وتعالى في الإسلام حق الجار ولو كان غير مسلم وذلك بالإحسان إليه، والمحافظة على أسرته وبيته خصوصا عند غيبته عن البلد، وأمره بالتعاون معه وقضاء حاجته وحرم أن يؤذيه بالفعل أو القول أو أن يتطلع على بيته ويتجسس عليه،وقد أوجب الله عز وجل على المسلمين أن يوحدوه بعبادته وحده لا شريك له ونهاهم عن الشرك به، وأوصاهم بالإحسان كل الإحسان إلى الوالدين وهما الأم والأب وكذا بالإحسان إلى الأقارب كالأقارب من جهة الأم وهم الجدة والخالة والخال والأقارب من جهة الأب وهم الجد والعم والعمة والإخوة والأخوات من جهة الوالدين أو أحدهما، وأوصى الله سبحانه بالعناية التامة بالجار والإحسان إليه ماديا ومعنويا، وأوصى بإكرام الزوجة.

وإكرام الرفيق في السفر، وأوصى بإكرام الغريب المسافر وقضاء حاجته وإطعامه وإيوائه، وقد أوصى الإسلام بالإحسان إلى الخادم والمملوك وإكرامه، وحذر كل التحذير من الكبر وظلم الناس والترفع عليهم، وأمر الله المسلم بالتواضع مع كل أحد عامة ومع الضعفاء والفقراء خاصة، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم “ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه” وكان لرسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم جار يهودي فمرض فزاره ودعاه إلى الإسلام فأسلم فخرج من عنده فرحاً وهو يقول “الحمد لله الذي أنقذه من النار” ولقد حفظ الله عز وجل في الإسلام حقوق الإنسان عامة والمسلمين خاصة فأوجب على المسلم أن يدعو غير المسلمين إلى الإسلام لكي يكون بذلك مُنقذا لمن يستجيب له.

ويدخل في الإسلام فينجو من النار ويدخل معه الجنة، وأوجب الله على المسلم أن يكرم الضيف ولو كان غير مسلم ممن له عهد عند المسلمين أو ولي أمرهم مثل المعاهد والقادم للعمل في بلاد المسلمين بأمان منهم أو من ولي أمرهم وهو رئيس الدولة وحرم الاعتداء عليه وحرم غشّه في المعاملة، وتوعد الله من قتل ذميا وهو اليهودي أو النصراني الداخل في ذمة المسلمين أو معاهدا وهو الكافر غير اليهودي أو النصراني الذي أعطاه ولي الأمر أو المسلمين الأمان، توعد الله من قتله أو عذبه أو غشّه في المعاملة بالعذاب بعد الموت، وأوجب على الحاكم معاقبته ودفع ديته وأوجب على الحكومات الإسلامية وعلى المسلمين إطعام الجائعين وسد حاجاتهم، ولو كانوا غير مسلمين في أي مكان من العالم.

وحرم الله على الأقوياء أن يؤذوا الضعفاء على مستوى الفرد أو الجماعة أو الدولة، وحرم الله الظلم أشد التحريم، وحرم الله تعالى الاعتداء على الإنسان ولو كان غير مسلم وحرم ظلمه كل التحريم، بل حرم تعذيب الحيوان والطير وأمر بالإحسان إلى كل شيء، فقال الله تعالى في القرآن العظيم فى سورة البقرة ” ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين” وقال الله تعالى فى سورة البقرة “وأحسنوا إن الله يحب المحسنين” وقال نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم “دخلت امرأة النار في هرة حبستها حتى ماتت، لا هي أطعمتها ولا هي أطلقتها حتى تأكل من خشاش الأرض

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock