مقالات

الدكروري يكتب عن العلم أفضل مكتسب وأشرف منتسب

 

بقلم / محمـــد الدكـروري

لقد اعتبر الإسلام العمل نوعا من أنواع الجهاد في سبيل الله، فقد رأى بعض الصحابة شابا قويا يسرع إلى عمله، فقالوا لو كان هذا في سبيل الله، فرد عليهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله “لا تقولوا هذا فإنه إن كان خرج يسعى على ولده صغارا فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان” ولقد حث الله سبحانه وتعالى على العلم وبين منزلة العلم والعلماء والثواب العظيم عند الله تعالى، فقال سبحانه وتعالى فى سورة المجادلة ” يا ايها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا فى المجالس فافسحوا يفسح الله لكم، وإذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير” 

ولقد ذم الله تعالى الجهل والجاهلين وحذر منه، وبيّن سبحانه أنه سبب إعراض المعرضين عن دعوة الأنبياء والمرسلين، وأن الناس لجهلهم كذبوا بهم، فيقول الله تعالى مخبرا عن قول نوح لقومه، كما جاء فى سورة هود ” ويا قوم لا أسألكم عليه مالا إن أجري إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقوا ربهم ولكنى أراكم قوما تجهلون” ولقد وردت في القرآن الكريم آيات عديدة للتحذير مِن مخاطر الجهل، ومنها قول الله سبحانه وتعالي فى سورة الفرقان ” وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما” فلا يخفى على عاقل أن العلم أفضل مكتسب وأشرف منتسب، وأطيب ثمرة تجتني، به يتوصل إلى معرفة الحقائق ويتوسل به إلى نيل رضى الخالق، وهو أفضل نتائج العقل وأعلاها وأكرم فروعه وأزكاها، لا يضيع أبدا صاحبه. 

ولا يفتقر كاسبه، ولا تنحط مراتبه، ونور زاهر لمن استضاء به، وفي سنن أبي داود أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه جمع أهل الكوفة، فلما اجتمعوا عليه قال لهم يا أيها الناس انظروا إليّ، فنظروا فقام وتوضأ، فلما انتهى قال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ، وكان أبو الحسن علي بن أبي طالب يتوضأ ويقول للناس هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ، فهل عز علينا أن ندعو الناس في القرى والضواحي، وأن نجلس بين أيديهم، ونتوضأ كما توضأ الرسول صلى الله عليه وسلم ونقول هكذا توضأ الرسول صلى الله عليه وسلم أليس بعلم, والله ربما يكون وضوءك مرة واحدة أمام جمع من الناس أو قرية من القرى، فية الخير الكثير والكثير، فالعلم هو الصاحب في الغربة، والمؤنس في الخلوة.

وهو الشرف في النسب فقال الله تعالى فى سورة المجادلة ” يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أتوا العلم درجات” وعن ابن مسعود وابن عمر رضي الله عنهم أجمعين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا حسد إلا في اثنتين، رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وأطراف النهار” وفي رواية أخرى قال صلى الله عليه وسلم “رجل آتاه الله الحكمة فهو يتعلمها ويعلمها الناس” والرسول صلى الله عليه وسلم يقف للأمة ويقول “من سلك طريقا يتلمس فيه علما، سهل الله له به طريقا إلى الجنة” فقم يا طالب العلم، وقم يا أيها الشاب، وقم أيها المتجه في ركب الصحوة واجلس في حلق الذكر، وزاحم العلماء بالركب، فإن الملائكة تظلك بأجنحتها، وتضع لك الأجنحة رضا بما تصنع، وطريقك ميسور مسهل إلى الجنة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock