دين ودنيا

الدكروري يكتب عن أزمة الأمة اليوم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الواجب على كل مسلم أن يهتم بسلامة قلبه، ولاسيما عندما تشرئب الفتن، وتكثر البدع، ويعظم الجهل بدين الله تعالى، ولا نجاة للمسلم في هذه الحياة إلا بصلاح قلبه وسلامته، واعلموا أنه ما رقّ قلب لله عز وجل إلا كان صاحبه مشمّرا في الطاعات سباقا إلى الخيرات، وما رق قلب لله إلا وجدتَ صاحبه إذا ذكر بالله تذكر وإذا بُصّر به تبصّر، وما رقّ قلب لله إلا كان أبعد ما يكون عن المعاصي والذنوب، فاتقوا الله في قلوبكم، وأصلحوها قبل أن يحال بينكم وبينها، واعمروها بذكر الله تعالى وخشيته في السر والعلن، وبادروا بالأعمال الصالحة الزاكية التي تكون عونا لكم في إصلاحها، واعملوا ليوم تقابلون فيه ربكم ” يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم” فإن ازمتنا اليوم ليست ازمة مالية ولا اقتصادية ولا غيرها بل هى ازمة اخلاقية.

ولكن هى اننا بحاجة الى الصدق لانه سبيل النجاة فى كل زمان ومكان واذا كنا نتحدث عن سيد الاخلاق فكان معروفا بين أهله وعشيرته بالصادق الامين فلابد ان نتأسى باخلاقه ونسير على نهجه حتى نحشر معه يوم القيامة، فلسان حال الصادق يقول فليتك تحلو والحياة مريرة، وليتك ترضى والأنام غضاب، وليت الذي بيني وبينك عامر، وبيني وبين العالمين خراب، إذا صح منك الود فالكل هين، وكل الذي فوق التراب تراب، وقال ابن القيم رحمه الله، من منازل ” إياك نعبد وإياك نستعين ” هى منزلة الصادقين، المنزلة التي فرقت بين المؤمنين وبين المنافقين، المنزلة التي فرقت بين أهل النيران وبين أهل الجنان الصدق الذي صرع الباطل وطرحه، من صال به لم ترد صولته، ومن جال به لم ترد جولته.

وهو باب الدخول على الرحمن، وإن الصدق هو أصل البر، والكذب أصل الفجور، كما في الصحيحين عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أنه قال ” عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب فان الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا “رواه البخاري ومسلم، وإن من ثمرات الصدق هو انتفاء صفة النفاق عن الصادقين ففي الصحيحين عن أنس بن مالك قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ثلاث من كن فيه كان منافقا، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان ” رواه البخاري ومسلم.

وكذلك تفريج الكربات، وإجابة الدعوات، والنجاة من المهلكات، وكذلك التوفيق لكل خير، وكذلك حسن العاقبة لأهله في الدنيا والآخرة، وأن الصادق يرزق صدق الفراسة، فمن صدقت لهجته، ظهرت حجته، وهذا من سنة الجزاء من جنس العمل فإن الله يثبت الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة، فيلهم الصادق حجته، ويسدد منطقه، حتى إنه لا يكاد ينطق بشيء يظنه إلا جاء على ما ظنه، كما قال عامر العدوانى” إني وجدت صدق الحديث طرفا من الغيب، فاصدقوا” وكذلك ثقة الناس بالصادقين، وثناؤهم الحسن عليهم، كما ذكر الله عز وجل ذلك عن أنبيائه الكرام، والمراد باللسان الصدق هو الثناء الحسن، كما فسره ابن عباس رضى الله عنهما، ومن ثمرات الصدق أيضا هو البركة في الكسب.

والزيادة في الخير، واستجلاب مصالح الدنيا والآخرة، وكذلك راحة الضمير وطمأنينة النفس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الصدق طمأنينة، والكذب ريبة ” رواه الترمذي، وكذلك التوفيق للخاتمة الحسنة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock