بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يأمر بالسلام على أهل القبور فيقول” قولوا السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ” وأما الذين قالوا بسماع الموتى، فمنهم من قال بسماع الموتى مطلقا، ومنهم قيد ذلك بقوله ” فهذه النصوص وأمثالها تبيّن أن الميت يسمع في الجملة كلام الحي، ولا يجب أن يكون السمع له دائما، بل قد يسمع في حال دون حال، وهذا السمع سمع إدراك، ليس يترتب عليه جزاء، ولا هو السمع المنفي بقوله” إنك لا تسمع الموتى ” فإن المراد بذلك هنا هو سمع القبول والامتثال، وهذا اختيار الإمام ابن تيمية ” وهناك أيضا حديث خطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قتلى بدر من المشركين بعد أن تركهم ثلاثة أيام ثم جاء إليهم ونادى عليهم.
وقال صلى الله عليه وسلم ” يا أبا جهل بن هشام، يا أميّة بن خلف، فسمع عمر بن الخطاب، رضي الله عنه ذلك فقال يا رسول الله، كيف يسمعوا وأنى يجيبوا، وقد جيفوا؟ فقال صلى الله عليه وسلم “والذي نفسي بيده، ما أنت بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا، ثم أمر بهم فسحبوا فألقوا في قليب بدر” رواه البخاري ومسلم، ويقص رسول الله صلى الله عليه وسلم، على أصحابه ما يحصل للعبد بعد وضعه في قبره، وانصراف الناس فيقول عليه الصلاة والسلام ” إذا قبر الميت أتاه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك؟ فيقول المؤمن ربي الله فيقولان له ما دينك؟ فيقول ديني الإسلام، فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقولان له وما يدريك؟
فيقول قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت، فينادي منادى من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابا إلى الجنة، فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره، وأما الفاجر أو الكافر فإذا سأله الملكان من ربك؟ وما دينك؟ وما نبيك؟ قال هاه هاه لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته، فيضربانه بمطرقة من حديد فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الإنس والجن، ولو سمعوها لصعقوا، فينادي منادى أن كذب عبدي فأفرشوا له من النار، وألبسوه من النار، وافتحوا له بابا إلى النار، فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه، فلا يزال معذبا إلى أن تقوم الساعة ” ولذلك يجب علينا أن نتوب الله عز وجل ونعمل من الصالحات.
فعن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى قام حتى تفطر رجلاه، قالت عائشة يا رسول الله أتصنع هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فقال “يا عائشة أفلا أكون عبدا شكورا” وكان هذا السؤال من السيدة عائشة رضى الله عنها عن حكمة التشمر والدأب في الطاعة، وهو مغفور له، فبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه فعل ذلك شكرا لله عز وجل، فإنه الاختبار الذي قال عنه النبى صلى الله عليه وسلم في “صحيح البخاري ومسلم” من حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها ” ولقد أوحي إلي أنكم تفتنون فى قبوركم مثل أو قريبا من فتنة المسيح الدجال” وفي هذا الامتحان يُسأل العبد عن ثلاثة أسئلة،
فقول النبي صلى الله عليه وسلم عن المؤمن وتعرضه للفتنة في القبر فقال “فيأتيه ملكان شديدا الانتهار، فينتهرانه ويجلسانه، فيقولان له مَن ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ وهي آخر فتنة تعرض على المؤمن.
زر الذهاب إلى الأعلى