ثقافة

إنسان مع العالم الآخر(١٤) العفريت

بقلم عبدالحميد احمد حمودة

رأى في حلمه أنه كان في منزل أجداده القديم، وكان يتجول بالداخل. رأى أمامه قط أسود، نظر إليه وقال في نفسه إن لونه قبيح جدا، فأبعده بقدمه عنه.

فجأة تحدث القط بلغة غير مفهومة للبشر، لكنه فهم ما كان يقوله:

-لا تسخر مني بما تراه، فأنت لا تعرف ما في قلبي.

وتحول من قط صغير إلى رجل أسود، لا يلبس إلا ما يستر عورته

فتركه وذهب وعندما عاد وجد الرجل الأسود مع ابتسامة على وجهه، وبين يديه جرة ماء وشعر أنه يريد أن يتوضأ

توضأ منها وصلى معه وكان الرجل الأسود سعيدا جدا

قال له:

-أريد أن أعرف قصتك

اجاب قائلا:

-أنا من عفاريت الجن، وعندما دعانا سيدنا أحمد صلى الله عليه وسلم، أسلمت لله وآمنت، وطردت من قبيلتي بسبب إسلامي وتركتهم وجئت إلى هنا لأعيش منذ ذلك الحين وحتى الآن

قال:

-لماذا سميت بالعفريت وما الفرق بينك وبين باقي الجن؟

العفريت:

-لعالم الجن أنواع كثيرة، شرير منها، والملعون يسمى شيطانا، ومن كان أقوى من كل هؤلاء يسمى ماردا، ومن هو أقوى من كل هؤلاء يسمى عفريتا.

العفريت هو أقوى الأنواع في عالم الجن

حتى ظهور سيدنا أحمد صلى الله عليه وسلم، وأسلم بين يديه جن نصيبين ، وأكرمهم الله بإيمان راسخ ، فصاروا من قوة إيمانهم كالنور الساطع يمتد منهم إلى أولادهم وأحفادهم لهذا يسميهم في عالمنا بالجن الضوئي، وهم أقوى أنواع الجن لا أحد أقوى منهم في عالمنا، ولا أحد يستطيع مواجهتهم، ومنهم ملوك علي الجن وحكام

واعلم أنك رأيت بعضهم بعد أن أكرمك الله ووضع حبك في نفوس البعض منهم، كان أجدادك صالحين ، وامتد تأثيرهم إليك، جعلهم حبهم لأجدادك يحيطون بك ويقتربون منك

قال:

-لقد حدث الكثير واقترب مني الكثير من الجن، وكان هدفهم إيذائي

العفريت:

-نعم، سترى الكثير

قال:

-لماذا يريدون أن يؤذوني؟

العفريت:

-خوفا من أن تصل إلى الدرجة التي وصل إليها أجدادك

قال:

-كيف يتركونهم ولا يمنعونهم من الاقتراب مني؟

العفريت:

-كل شيء يُدار بحكمة، لا تسأل كثيرًا

قال الله تعالي 

( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ )

(وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ)

استيقظ نشيطًا وسعيدًا مما سمعه وعرفه ، وتوضأ ، وصلى ، وقرأ ما أتيح له من القرآن ، وذهب إلى العمل، بينما كان جالسًا في مكتبه، رأى الأميرة التي كانت معه وذهبت لتتزوج الملك، تحاول إرسال رسالة إليه منها، لكنها لم تستطع

وسمع الأميرة أديرا تقول له:

-لا تقلق بشأن ذلك واتركها

قال:

-لا أقلق بشأن أي شيء على الإطلاق ولكني أريد أن أعرف ما تريد

قالت:

-لا تسأل عن ذلك، اتركها

قال:

-لا تملي علي أي شيء، ولا تدخلين فيما لا يعنيك

وعندما عاد إلى المنزل وجلس في حديقة المنزل، دعا الأميرة لتأتي على الفور، عندما أتت إليه سألها ماذا تريدين.

قالت:

أريد أن أعود إليك مرة أخرى

قال:

هل مات زوجك الملك؟

قالت:

نعم

قال:

علمت قبل ذهابك أنك ستحاولين العودة

لأنك لم تعلمي أن أخا الملك هو قائد الجيوش، وعلمت أنه شريرًا جِدًّا وأنه لن يسمح لك بالجلوس على عرشها.

والآن سأخبرك بما حدث:

مات الملك وجلس أخوه على العرش بالقوة وأخذ حقوق أبناء أخيه وسجنك في القصر، ولو لم أخرجك الآن لبقيتي على هذا الحال، والآن أنت ملكة فقط باللقب وليس لك مكان.

حتى أطفالك ليسوا معك. تم أخذهم من قبل عائلة زوجك عندما تزوجتي وأنت تنتظرين أن تصبحي الملكة لتكوني أقوى منهم وتستعيدين أطفالك، لكن للأسف كل خططك باءت بالفشل، مثل الأفعى السامة ، تقوم بنشر السم للحصول على ما تتمناه

نظرت مندهشة لما سمعته ، وكانت الأميرة أديرا تقف هناك أيضًا تراقب ما يحدث وقد صُدمت بما سمعته أيضًا.

قال:

بصوت عالٍ ، إذا عادت هذه الافعي مرة أخرى ، تقتل دون الرجوع إلي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock