كرسي السلطة والمريض النفسي والرقاصه
بقلم ابراهيم عطالله
الصغير بيرقص للكبير للوصول إلى الكرسي
حيوية الموضوع نابعة من حجم الآلم الذي نعانيه من تمسك البعض بكراسي السلطة رغم فشلهم في الآداء ، مما يدعونا للبحث عن المجموعة السحرية التي يتمتع بها كرسي السلطة ويجعل من يعتليه لايود المغادرة ، يقول اطباء النفس اي مسؤول او رئيس مؤسسة يبقى في حدود مسؤوليته اكثر من ثمان سنين شخصيته تتغير ، ويصبح لاصقاً في الكرسي ، ويعتقد انهُ مبعوث العناية الآلاهية لتخليص الالتابعين له من موظفين من الذُل والهوان ، وان الله ارسلهُ هبة للناس ومُنقذاً لهم ، ويشعر ان الله والتأريخ هما الوحيدان المسؤولان عن مساءلته امامهم فلا يحق له بالمساءلة ، ويعتقد انهُ الوحيد الذي يعرف الداء والدواء ، واي مواطن ينتقد مسؤول على سَدَّة الحكم يعد خائناً ولا يريد الاستقرار للبلد ، بل لايريد للمشروع الديمقراطي ان ينهض على يد المسؤول او المبعوث الآلهي كما يعتقدون ، ويلتصق بهم هروين السلطة ، اي أدمان الكراسي ، وكل الآراء التي تخالفه فبنظره انهم يريدون تحطيم البلد وتدميره ، في بعض الاحيان يخرج علينا المسؤول وهو في قمة النبل والاخلاق يُقَبل الاطفال ويتواضع مع الكبار ، ونراه بمشهد أخر يتحدث بعنجهيه ويرتكب الاخطاء التي تصل الى حد الجرائم ، لذلك في الدول الديمقراطية التي تحترم ارادة شعوبها يُثبت في الدستور مدة الحكم بالوظيفه سنتان ، غير قابلة للتجديد مثل امريكا ، اما في البلدان النامية فيتحول الدستور في خدمة الكرسي
عندما نتحدث عن الكرسي علينا ان نثبت مبدأ لاحياد عنه ” ان السلطة المطلقة مفسدة مطلقة وكرسي السلطة الدائم وهم وخيال فكما يقال لو دامت لغيرك لما وصلت أليك وسنة الحــــياة هي التنوع والتـــــغير وتبادل المواقع وتعاقب الأجيــــال والعدل أساس الملك ورأس الحــكمة مخافة الله.
ولو حَكمَّ الانسان عقله لعرف أن السلطة تكليف لا تشريف ، وأن مسؤوليتها كبيرة وحسابها عسير ، وقد يكون مقعد السلطة الدنيوي يذهب بصاحبه الى النار والعياذ بالله ان لم يحسن التصرف ، وأن المسؤولية لايتحملها إلا من يتمتع بإرادة واعية وحكمة واسعة ورباطة جأش وسعة صدر وبعد نظر ورؤية شاملة.
كثير ممن يعتلي كرسي السلطة ، يرتفع بقيمة الكرسي ويجعل منه الرمز الكبير بحسن الأداء والإنجازات العملية المتميزة التي يسخرها لخدمة الناس ، ويصنع تأريخهُ بتميز ادائه ويترك بصمة يُشار لها بالبُنان وهو في السلطة او خارجها لسفرهِ العملي الذي سيكون قدوة ومضرب مثل لمن يسير على نهجه ، وهناك اشخاص يتوارون خلف الكراسي بسبب ضعف شخصيتهم ، وسوء إدارتهم وقلة خبرتهم وضيق أفقهم ، فيحاول الكرسي أن يصنع منه شيئا ولكنه هو لا شيء ، لذا دائماً نتداول المثل الموروث (الشخص المناسب في المكان المناسب) كي لانرتكب خطأً بحق كرسي الموظف المخصص لخدمة الشعب ، وبحق الشخص الغير كفؤ بالجلوس عليه وتحمله مسؤولية ارتكاب الاخطاء ، ولا طائل من ورائه سوي الخسارة والتدهور في موقع إدارته .
وهناك الشخص الذي يختبئ تحت الكرسي فلا يراه أحد, ولا يكتشف عجزه أحد ويظل في موقعه حتي يحل موعد رحيله بنهاية خدمته أو بوفاته, فلا أثر له تحت الكرسي ولا بعد الفراق, وهناك الشخص الذي يرفض الجلوس علي الكرسي بل يظل يتحرك حوله ويدير عمله بالحركة والإشراف وزيارات مواقع العمل والوقوف على جميع الأمور صغيرها وكبيرها