وجلستُ أبكِى على الخِيانة، من قد باعُوكَ كانُوا مِنك، من قد خانُوكَ قد كتبُوا عهد، وراجعتُ وحدِى تفاصِيلَ ليلتِىّ الأخِيرة… وبكيتُ دهراً بِمنّ رجم صدرِى بِطعنتُه القبِيحة، وعصرتُ نفسِى لِمنّ هزّ قلبِى فِى إعتِذاب
وحدِى أثُورُ على الخِيانة، وحدِى أُناظِر فِى كُلِ غابة، وتعددت حولِى المشاهِد، ما بينَ أُستاذٍ وقُدوة، قد كان يبرُق فِى الخيال كأى صرح… قد طعنَ صدرِى بِكُلِ آفة، قد كسرَ قلبِى بِكُلِ قُبحٍ فِى إستنِامة، والآن يرحلُ مِن أمامِى فِى غِياب
فعلمتُ أنِى قد كبُرتُ مع الخِيانة، والكُلُ حولِى ينهالُ مِنِى بِغيرِ وعىٍ فِى إستِباحة، وأدركتُ أنِى قد عِشتُ سِنينَ عُمرِى وسطَ الحُثالة… والخونة حولِى يرقُصُون رقصتُنا الأثيرة، قد كسروا قلبِى فِى إستِهانة، من ذا يُصارِحُنِى الحقِيقة بِغيرِ خوفٍ فِى ثبات
وطرقتُ أبوابَ الجِيران، ذهبتُ نحو الذِكريات، كانت هُنالِكَ فِى إدِعاء، كانت تواجِهُنِى طرِيدة تِلك اللئِيمة… والغدرُ يعوِى فِى كُلِ باب، والخونة عادُوا مِن العِراك، قد عُدتُ معهُم فِى إنهِيار، ورجعتُ وحدِى مِن السراب
لاحظتُ حولِى الإكتِئاب، من قد باعُونِى قد أكلُوا طبقِى وشربُوا منه فِى إغتِنام، من قد خانُونِى أرباب سبقٍ فِى إهتِمام… من نال مِنى فِى إستِتاب، إقترفَ فِعلتُه اللئِيمة دُونَ العِقاب، قد ضحك مكراً وإرتِياب
هذا أُستاذِى يخُون، تِلك الصدِيقة لا تعُود، قد فضحَ ضِحكتُها السفِيهة، تلٌ صفِيقٌ مِن الوضاعةِ لا يلِيق فِى كِبرياء… وحدِى أدُورُ مع الزمان، وحدِى أُطالِعُ فِى بُكاء، تِلك الِلئامِ بِلا أى قلب، لا تُستهانُ بِأىّ قيدٍ فِى إستِلاب
والحسرة أنِى علِمتُ ذلِكَ والشعرُ شاب، والدمعُ أنِى فِى إغتِيال، ورجعتُ وحدِى لِعِشرين عاماً إلى الوراء… رجعتُ كأنِى لم أعُد مِن أىّ باب، إغتالُوا نفسِى بِالقباحة بِلا أىّ صد، رجمُونِى وحدِى بِغيرِ نُطق، من ذا يُعانِقُ أىّ صُبح فِى إستِتاب
من يمكُر المكرة الأخِيرة كأىّ ذِئب، من قد يُصافِحُ أى قُبح، من قد يُداوِى أىّ قلب، هاتفتُ قلبَ براءتِى بِأىّ ذنب قد إقترفت… عاودتُ بُركانَ الألم، أسقُط صرِيعة فِى كُلِ صدح، فإتضح لى أن الخِيانة بدأت تفُوح مِن كُلِ بيت
من ذا يُصافِح فِعلُ خائِن فِى إحتِفاء، من يملُكُ الكلِمة الأخِيرة فِى إنتِهاء، من ذا يُحاسِب كُلُ خائِن بِما جناه فِى إحتِساء… من ذا يُصارِحُنِى الحقيقة بِما إجتباه كُلُ قُبحٍ فِى دناءة، من يملُكُ الكلِمة الأخِيرة بِكُلِ حقٍ وإستِجاب