لقد ابتلينا في هذا العصر باللامنطقية والعبثية في معظم الأشياء
أصبحت معظم الأشياء حولنا مزيفة ان كانت صداقات أو معارف او ماشابه ذلك لقد أصبح الواقع المرير الذي نعيش فيه هو “المصلحة” أينما كانت ذهبوا إليها ، بغض النظر. عن أي عواقب ستأتي، أتي هنا دور النفاق الذي ابتلينا به في زمن العبثية واللامنطقية
فالنفاق من الصفات المنبوذة والمكروهة بين البشر تم انتشارها بشكل كبير داخل مجتمعاتنا، وهو التظاهر بشخصية على غير حقيقتها، كأن يتظاهر الشخص بأنه يتبع الفضيلة والإيمان، ويحاول أن يوصف نفسه بالصفات الحميدة والأخلاقيات العالية وهو في الحقيقة مخادع وشخصيته الحقيقية عكس ما يظهره تمامًا،
النفاق الإجتماعي ليس نفاقاً دينيا يظهر المرء فيه إسلامة ويبطن فيه الكفر، بل هو يتعلَّق بسلوك اجتماعي، وعلاقات فردية، وأمراض اجتماعية .. تؤثر بقوة المجتمع وتماسك أفراده ، ويظهر خطره في أن النفاق عمومًا مذموم ومنبوذ، والمنافقون مكروهون مزيفون .
فإن أخطر مرَض يبتلى به المرء هو مرض النفاق، هذا المرض الذي يجعل القلْب أسود مظلما، لا يُحِل حلالاً، ولا يحرم حراما، الدنيا همه، والمال غايته، يبذل المنافِق قصارى جهده لتحصيل ما يفنى، ويصرف ملءَ الأرض ذهبا لتحصيل ما يَبلى، مرَض إن أصاب المرء جعلَه أجوفَ كالخيزران، الجثمان جثمان إنس، والقلب قلب شيطان، إنْ تكلم فالشيطان يلقنه، وما نظَر إليه فالشيطان يزينه، وإن فكر فالشيطان يمنيه، وإن سمِع فالشيطان يستفِزه، آثر دنيا زائلة على نعيم لا يَبلى، له رأس بوجهين، وجسم بقلبين.
عن ابن عُمَرَ عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: | مَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ الشَّاةِ الْعَائِرَةِ بَيْنَ الْغَنَمَيْنِ كما قال رسولنا الكريم قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : مَنْ كَانَ ذَا وَجْهَيْنِ فِي الدُّنْيَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُ لِسَانَيْنِ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فالنحفط ألسنتنا ولنجعل لأنفسنا مكاناً في قلوب الغير بدلاً. من سواد القلوب ونتخذ رسولنا قدوتنا وننظف قلوبنا من العبث