كتبت – زبيدة حمادنة
سطرت مدينة صلالة تاريخًا حافلا وعريقًا في سلطنة عمان حيث رَسَم هذا التاريخ الملامح الحضارية والطبيعيّة لهذه المدينة الشهيرة في شبه الجزيرة العربية منذ قديم الأزمان، وقد أشارت الدراسات الأثرية إلى تاريخ صلالة القديم الذي نراه في أماكن مختلفة فيها، مثل النقوش والكتابات الأثرية. وتُظهر هذه الدراسات آثارَ الحضارات التي تعاقبت على أرض صلالة، والتي ما تزال شواهدها حاضرة حتى يومنا هذا، وقد تم تحديد العصور التاريخية لمختلف الحضارات التي تعاقبت عليها، والتي تظهر بشكل واضح في “منطقة البليد الأثرية”، التي تعود إلى القرنين الثاني عشر والسادس عشر الميلاديين. وفيما يلي نذكر أهم الأماكن التاريخية والأثرية بمدينة صلالة لمحبين التاريخ والمواقع الأثرية..
فعندما يسافر إليها في رحلة تاريخية سوف نشاهد التاريخ مكتوبًا أمام أعيننا متمثلًا في مدن ومزارات، ومساجد، وأضرحة؛ فضلًا عن مواقع تراث عالمية. تقع مدينة البليد الأثرية، التي تُعد من أقدم وأهم الموانئ والمدن التجارية القديمة، على الشريط الساحلي لمدينة صلالة. ويُعد “موقع البليد الأثري” من بين أهم المواقع الأثرية في سلطنة عُمان نظرًا للمكانة التي كانت مدينة البليد تتمتع بها على مر التاريخ. ويُعد هذا الموقع أحد مواقع أرض اللبان المدرجة في قائمة التراث العالمي لدى “اليونسكو”، فضلًا عن شهرته بأنه أكبر المواقع الأثرية وأهمها في عُمان.
وكشفت نتائج الحفريات الأثرية عن أن تاريخ المدينة يعود إلى فترات زمنية إلى ما قبل الميلاد، وكانت تمثل مركزًا سكانيًا رئيسًا منذ نحو 2500 عام قبل الميلاد، وبرزت خلال العصر الحديدي المتأخر بوصفها مدينة مركزية نشطة، وكذا ازدهر ميناؤها خلال العصور الإسلامية. ويحتوي “المنتزه الأثري” في صلالة على العديد من المكونات الأثرية والثقافية والطبيعية أبرزها، مدينة البليد الأثرية التاريخية، و”متحف أرض اللبان”، وخور البليد. ويضم هذا المنتزه أيضًا مجسمًا علميًا لـ”محمية أشجار اللبان” الواقعة في وادي “دوكة”، وحديقة نباتية للأشجار المحلية الشائعة في محافظة ظُفار. ويمكن للزوار التجوال في المدينة الأثرية باستخدام العربات الكهربائية أو التنزه في بحيرة خور البليد والاستمتاع بمشاهدة الطيور من خلال ركوب القوارب الكهربائية. كما يتوفر بالمنتزه منافذ لبيع الحرف التقليدية العُمانية وركن للتحف والهدايا وخدمات ترفيهية أخرى للزوار.
المزارات والأضرحة
تحتضن مدينة صلالة العديد من الأضرحة والمزارات الدينية منها، “ضريح النبي عمران”، الواقع في منطقة القوف، بجانب “فندق بيت الحافة”، وتحديدًا جنوب مطار صلالة الدولي. تحيط بهذا الضريح، ذو الغرفة مستطيلة الشكل، حديقة صغيرة غنّاء تزخر بالنباتات وأشجار الزينة المحلية ومسجد. وبالقرب من الضريح تنتشر مزارع عامرة بأشجار جوز الهند. كما وتضم صلالة “ضريح النبي أيوب”، حيث يقع على قمة “جبل أتين” في الشمال الغربي منها، ويُوجد في محيطه مسجد، ومطعم، وثلاث استراحات. ويمكن لزوار صلالة زيارة “دحقة النبي صالح”، وهي منطقة تؤوي ضريح في وسط منطقة “الحصيلة”، وفيها آثار خُفِّ ناقة النبي صالح عليه السلام. بالإضافة إلى “مسجد السلطان قابوس” حيث يقع وسط صلالة، ويتميز بتصميمه المعماري الفريد؛ فهو مسجدٌ له قبتان كبيرتان، ومئذنتان طويلتان، وهذه العناصر المعمارية تتخذ اللون الأبيض وهي مزينة بالنقش الذهبي.
زر الذهاب إلى الأعلى