مقالات

الدكروري يكتب عن داء المجتمعات وسرطان الأمم

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الله تبارك وتعالى قد أحل لعباده الطيبات من المآكل والمشارب، وحرم عليهم الخبائث التي تعود عليهم بالضرر في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، فأحلّ الله تعالى لنا الطيبات من المآكل والمشارب والملابس ومن المكاسب وغيرها، وحرم الله تعالى علينا الخبائث، وبيّن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة التحريم العظيم في أن يتعاطى الإنسان شيئا من المحرمات، فقال عليه الصلاة والسلام ” كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به ” كما نهى الإسلام عن كل ما يؤثر على العقل ويعطل دوره عن التفكير والإبداع، فعن السيدة أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت ” نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر” رواه احمد، وعن بن عباس رضى الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا ضرر ولا ضرار” رواه احمد، والمخدرات هذه السموم القاتلة، فقد ثبت من الأبحاث والدراسات العلمية أنها تشل إرادة الإنسان. 

وتذهب بعقله، وتحيله بها لأفتك الأمراض، وتدفعه في أخف الحالات إلى ارتكاب الموبقات والإنسان سوف يسأل يوم القيامة عن عمره وشبابه وصحته، ومن هنا فقد جاء تحذير الإسلام من جميع الخبائث والمحرمات، ومنها إدمان الخمور والمخدرات والأمور المذهبة للعقل والمال والعرض ، والمسكرات والمخدرات داء المجتمعات، وسرطان الأمم، فأمر هذه آثاره الخطيرة، وهذا جزاء متعاطيه عند الله، وتلك حاله في الدنيا والآخرة، كيف تطيب نفس عاقل فضلا عن مسلم بتناوله؟ بل بوجوده في مجتمعات المسلمين؟ وإنه لعجيب حال من يسمع هذه الآثار، ويعلم أحوال من يتعاطى المسكرات والمخدرات، وما يقعون فيه من القبائح التي هي مسخ للدين، والعقل والصحة، وما صار إلى أهله من أخس حالة، وأقذر صفة، وأفظع مصاب، ثم بعد ذلك يقعون فيه، وقد علموا أخطاره وآثاره، وكما وضحت الدراسات التي أجريت في دول الغرب. 

على الشواذ جنسيا أظهرت أن دور الأب كان معدوما في الأسرة، وأن الأم كانت تقوم بالدورين معا، وأنهم عند بلوغهم كانوا يميلون إلى مخالطة النساء، مثل أمهاتهم وأخواتهم، أكثر من الرجال، وهو ما كان له أبلغ الأثر في شذوذه جنسيا، وأما عن طرق علاج المشاكل التي يمر بها المراهق، فقد اتفق خبراء الاجتماع وعلماء النفس والتربية على أهمية إشراك المراهق في المناقشات العلمية المنظمة التي تتناول علاج مشكلاته، وتعويده على طرح مشكلاته، ومناقشتها مع الكبار في ثقة وصراحة، وكذا إحاطته علما بالأمور الجنسية، عن طريق التدريس العلمي الموضوعي، حتى لا يقع فريسة للجهل والضياع أو الإغراء، كما أوصوا بأهمية تشجيع النشاط الترويحي الموجه والقيام بالرحلات والاشتراك في مناشط الساحات الشعبية والأندية، كما يجب توجيههم نحو العمل بمعسكرات الكشافة، والمشاركة في مشروعات الخدمة العامة والعمل الصيفي. 

وكما أكدت الدراسات العلمية أن أكثر من ثمانين بالمائة من مشكلات المراهقين في عالمنا العربي نتيجة مباشرة لمحاولة أولياء الأمور تسيير أولادهم بموجب آرائهم وعاداتهم وتقاليد مجتمعاتهم، ومن ثم يحجم الأبناء عن الحوار مع أهلهم، لأنهم يعتقدون أن الآباء إما أنهم لا يهمهم أن يعرفوا مشكلاتهم، أو أنهم لا يستطيعون فهمها أو حلها، وقد أجمعت الاتجاهات الحديثة في دراسة طب النفس أن الأذن المصغية في تلك السن هي الحل لمشكلاتها، كما أن إيجاد التوازن بين الاعتماد على النفس والخروج من زي النصح والتوجيه بالأمر، إلى زي الصداقة والتواصي وتبادل الخواطر، و بناء جسر من الصداقة لنقل الخبرات بلغة الصديق والأخ لا بلغة ولي الأمر، هو السبيل الأمثال لتكوين علاقة حميمة بين الآباء وأبنائهم في سن المراهقة، ولقد أثبتت الدراسات أن عبارات المديح لها أثر إيجابي في تحسين مستوى التحصيل الدراسي. 

لدى أطفال كانوا يعانون من صعوبات التعلم ونقص التركيز، ومن عبارات المديح المحببة إلى قلوب الأبناء والبنات من المراهقين، مثل بارك الله فيك، ما شاء الله، رائع، أو تقول يا لك من فتاة، أحسنت، لقد تحسنت كثيرا، ما فعلته هو الصواب، هذه هي الطريقة المثلى، أفكارك رائعة، إنجاز رائع، يعجبني اختيارك لملابسك، استمر، إلى الأمام، وأنا فخور بك، يا سلام، عمل ممتاز، لقد أحسست برغبتك الصادقة في تحمل المسؤولية، أنت محل ثقتي، أنت ماهر في هذا العمل، وهكذا، فاحرصوا على استعمال أساليب التشجيع والثناء الجسدية، مثل الابتسامة، الاحتضان، مسك الأيدي، اربت على كتفه، المسح على الرأس، والعطف والحنان، وعلى أولياء الأمور بمراعاة عدد من القواعد والتوجيهات العامة في التعامل مع الأولاد في مرحلة المراهقة، فيجب الإهتمام بإعداده لمرحلة البلوغ، وتوضيح له أنها من أجمل أوقات حياته. 

وكذلك شرح له بعض الأحكام الشرعية الخاصة بالصيام والصلاة والطهارة بشكل بسيط، وأيضا إظهار الاهتمام والتقدير لما يقوله عند تحدثه إليك، وأيضا الإهتمام بمظهره، وان تترك له حرية الاختيار، وأيضا استضافة أصدقاءه والتعرف عليهم عن قرب، وأبداء احترام شديدا لهم، وأيضا مدح أصدقاءه ذوي الصفات الحسنة مع مراعاة عدم ذم الآخرين، وكذلك تشجّعه على تكوين أصدقاء جيدين، ولا تشعره بمراقبتك أو تفرض عليه أحدا لا يريده.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock