٠
كتبت – ولاء مصطفى
أطلق علي منصة كتبنا للنشر كتابأ حديثنا يحمل اسم صرخة ماتشو، للكاتب إسلام والي، ويقول المؤلف أن الكاتب الجيد هو الشخص الذي يعرف معنى الإنسانية معرفة تامة، ويحاول أن ينير عتمة القارئ بالواقع الحقيقي دون خداعه بواقع مثالي ذائف، تمامًا كما فعل الكاتب “إسلام محمد نبيل” في مجموعته القصصية “صرخة ماتشو”.
مجموعة “صرخة ماتشو” تناقش قضايا اجتماعية وعاطفية ومعضلات فكرية يشعر بها الرجال كل يوم أثناء مواجهة الضغوطات المجتمعية، حيث كلمة “ماتشو” تعني رجل، والعنوان يوضح كم المعاناة التي يتعرض لها الرجال، فتكون أغلب الوقت تلك الصرخة داخلية وفي بعض الأحيان يصرح عنها بعد عناء وصراع.
نجد عناصر كل قصة من المجموعة القصصية واضحة جدًا ومحددة ومركزة، وأهم ما يميزها هو واقعيتها الشديدة، وتتمحور حول عناصر كثيرة منها الحب والخيانات الزوجية والخيبة والأمل والطموح والصداقات والسقوط والرجل المثالي، والكاتب يصوغ ببراعة كل فكرة من الأفكار، ويرسم الأحداث رسمًا منطقيًا متسلسلًا ويصور الحالة النفسية المتقلبة والوعي الباطني لكل شخصية من شخصيات الأبطال، ويبني بخفة البناء السردي وبعفوية قريبة لفكر القارئ وبدقة فائقة.
جاءت قصص “صرخة ماتشو” بلغة سهلة بسيطة وواضحة وأفكار متسلسلة، وبأسلوب ممتع وشيق للغاية، واستخدم الكاتب نهجًا سرديًا يقارب الأسلوب الروائي، وعمد بشكل واضح إلى تعزيز الحدث وذلك بالسير ببراعة باتجاه توسعة مساحة كل قصة من القصص زمنيًا ومكانيًا، وتوسيع مساحة كل العلاقات بين أبطال القصص، المرأة والرجل الذي يعاني لأسباب كثيرة.
والإحساس بالكلمة لدى الكاتب “إسلام محمد” عميق بشدة، وكل نص لا يخلو من وصف الذات بكل عيوبها ومميزاتها. وتحمل كل قصة من القصص مادة متنوعة الأغراض والمضامين الكثيرة، أتقنها بخفة عناصرها وصبغها بمختلف الألوان حتى تصل إلى روح القارئ ببساطة ووضوح، ما يشير على أننا أمام قاص يحترف ببراعة كتابة القصة، ويتمتع بموهبة واسعة من المهارة والمعرفة بأساسيات وبواطن الفن السردي.
زر الذهاب إلى الأعلى