بقلم / محمــــد الدكـــروري
إن الأسرة مؤسسة أوكل الله قيادتها إلى الرجل، وكما قلنا بأن لباس المرأة جزء خطير من دينها، فكذلك يجب أن ينتبه الرجل إلى المظهر الذي تخرج فيه امرأته في الطريق، وينبغي أن يراعي ثياب بناته حينما يخرجون، فالمرأة المؤمنة لا تلهث وراء صرعات العصر، فإن هذا اللهث لا يليق بامرأة مسلمة، أى ينبغى أن تكون الثياب فضفاضة سابغة سميكة ساترة هذا الذى يرضى الله عز وجل، عندما يقول الرجل ليس لي علاقة هي حرة، فإنه ليس رجلا وليس قيم البيت، والله سبحانه وتعالى يقول فى سورة النساء ” الرجال قوامون على النساء” فالأسرة مؤسسة، أوكل الله إليك قيادتها، لكن متى تكون قيما على امرأتك؟ فإن الآية واضحة فقال تعالى فى سورة النساء “الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم” فإذا كنت أفضل منها علما، وأفضل منها ورعا، وأنفقت عليها، وكنت كريما، ملكت زمام الأمر.
وملكت قوامة البيت، فالقوامة هي شرط من شروط الزواج الناجح، والزوج بيده أن يحدد النمط الذى ينبغى أن تخرج به امرأته إلى الطريق، فإن المفهوم الشائع أن زوجتي شريفة، وطاهرة، وعفيفة، لكنها تحب أن تلبس كما يلبس الناس، فهذا كلام مرفوض في الدين، وهذا افتراء على الدين، فالمؤمن ينبغى أن يتبع سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وهذه سنة النبى صلى الله عليه وسلم، ولا تنسوا أن الوعيد شديد، وكيف توصل العلماء إلى حرمة هذا؟ فإن هناك أحاديث كثيرة النبى صلى الله عليه وسلم لم يقل محرم بل قال فى الحديث عن أبى هريرة رضى الله عنه قال صلى الله عليه وسلم “لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا” رواه مسلم، فالنبى الكريم صلى الله عليه وسلم حينما بين ووضح أن هذه المرأة الكاسية العارية المائلة المميلة لا تدخل الجنة ولا تجد ريحها معنى ذلك أن هذا اللباس محرم.
فهى عبارات توجب التحريم فإن العلماء أدرجوا عدة عبارات، فإذا وردت في السنة فهي محرمة ومنها قوله صلى الله عليه وسلم ” ليس منا ” فعن بن عباس رضى الله عنهما قال صلى الله عليه وسلم ” ليس منا من خبب امرأة على زوجها” رواه الطبرانى، وقال صلى الله عليه وسلم ” ليس منا من تشبه بغيرنا” رواه الترمذى، والمقصود بالأجانب، وعن جبير بن مطعم قال صلى الله عليه وسلم ” ليس منا من وسع الله عليه ثم قتر على عياله” وقال صلى الله عليه وسلم ” ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية” رواه أبو داود، ومعنى كلمة “ليس منا” هذه توجب التحريم “لعن الله” توجب التحريم، و”غضب الله عليه” توجب التحريم “لا يدخل الجنة” توجب التحريم، فهناك عند العلماء مقاييس دقيقة، وهذا الحديث يستنبط منه أنه من يفعل كذا وكذا فقد وقع في الحرام، والحرام شيء خطير، فإن الحرام مهلك.
وكذلك مطلوب عدم التساهل بلباس الفتيات الصغيرات، حيث يجب أن تنشأ البنت الصغيرة على الآداب الإسلامية، وأن الملاحظ أن البنت الصغيرة يتساهل في ثيابها، وكل أهلها يزعمون بأنها لا تزال صغيرة، لكن هذه إذا لم تؤدبها بآداب الإسلام عندما تكبر لا تستطيع أن تحملها على التخلق والتأدب بآداب الإسلام، لوجود حكم تكليفى، وحكم تأديبي، فإن ابنك الصغير مثلا تلزمه أن يصوم إلى الظهيرة، أو كل يومين يوم، فهل هذا أمر تكليفي؟ لا هذا أمر تأديبى، لكن إذا بلغ السن التى ينبغي أن يصوم بها وجد نفسه مؤهلا لهذه الفريضة، لذلك ولو أن البنت صغيرة جدا يجب أن تنشأ على الآداب الإسلامية، فإذا نشأت وهي صغيرة على الآداب الإسلامية في اللباس، وهذه النشأة تنمو معها شيئا فشيئا، أما إذا أهملنا الفتاة الصغيرة وبدت معالم جسمها لكل من في البيت وهي صغيرة هذه حينما تكبر لا نستطيع أن نحملها على طاعة الله.
والتأدب بآداب المسلمين، وأيضا هناك سؤال عن حكم التعطر، بالعطور التي يخالطها الكحول، فهل العطور التي يخالطها الكحول هل هي محرمة؟ فنقول بأن الأولى أن يستعمل الإنسان العطور الزيتية، وهذه بإجماع العلماء لاشيء فيها، أما العطور التي يخالطها الكحول عند المتشددين محرمة، وعند المعتدلين قالوا هذه نجاسة حكمية معفو عنها، وحينما تزول من الجلد تزول نجاستها، فالإنسان الأولى أن يستخدم العطور الزيتية، وإذا استخدم العطور الكحولية فعند المعتدلين لا يرون بها بأسا لأنها نجاسة حكمية وليست حقيقية، ولأنها نجاسة معفو عنها، ولأنها إذا تبخرت زالت نجاستها، والحل الوسط أنك إذا كنت على وشك الصلاة ينبغى ألا تستعملها وهى العطور الكحولية أما العطور الزيتية فلك أن تستعملها قبل الصلاة، وهذا هو الرأى المعتدل.
زر الذهاب إلى الأعلى