أدب وشعر

الاتحاد الدولي للمثقفين العرب يستضيف الشّاعرة فداء حنّا في برنامج حديث الأسبوع

  

كتب – علاء حمدي 

استضاف الاتحاد الدولي للمثقفين العرب برئاسة سمو الشيخة نوال الحمود الصباح الشّاعرة فداء حنّا في برنامج حديث الأسبوع الذي تقدمه الإعلامية ندي وردا أوراهَم من خلال سهرة ماتعة أتمنّاها لكم.

 وفي بداية اللقاء رحبت الإعلامية ندي وردا أوراهَم بضيفتنا الكريمة الشّاعرة فداء حنّا.. وقالت الضيفة : مساء الخير لجميع رواد هذا الصرح الثقافي الراقي فخرٌ لي أنا أكون ضيفتكم بهذه الأمسية الرائعة ولكم مني باقات من الياسمين والجوري الشامي المعتق بشغف اللقاء بكم

وهذه بعضٌ من كلماتي لكم أتمنى أن تنال إعجابكم

عذرا محفل الشعراء

اغفروا لي عثراتي

مازلت أحبو بين كلماتي

أنتم أسياد القوافي

وأنا ما زال قلمي حافي

انثروا بدروبي التصافي

لا تنهروا حرفي الغافي

سبقتمونا ونحن إثركم

حتى الآن لم نطل نجمكم

لكن….. لكن…..

أنا سارقةٌ لقوافيكم

سأغزل منها أشعارا….

وأكتب أقوالا……..

أناااااا….وريثة حرفكم

ألا يليق بي إرثكم ؟؟؟؟؟

اتمنى لكم قضاء وقت ممتع برفقتنا لهذه الأمسية

*مَن هي فداء حنّا الإنسانة باختصار؟ و لمَن تكتب؟ 

-فداء حنا الإنسانة هي فتاة ريفية عاشت طفولتها ببيئة أعود إليها كحلم مرّ بذاكرتي بين أشجار الحور والصفصاف ونهر يخدق بمائه وطاحونة تعن على جسره لا تشبع ذاكرتي من تلك الأوقات ومازلت أحمل بداخلي تلك الطفلة الشغوفة للحياة تحب الطبيعة والنقاء وهبتها الحياة الكثير من أسرارها .

فأنا أكتب لروح تلك الايام التي غادرتني وحرقتها الحرب أكتب لذاتي ولإرضاء حبي للكتابة فكل حرف أكتبه فيه نبض من قلبي فيه إحساس يعيش داخلي

لذلك اقتحمت الطبيعة كتاباتي في الكثير من القصائد كقصيدة عطر الخزامى وزيزفونة الدار

*كيف تُوازن شاعرتنا الرّاقية بين اختصاصها في العلوم الصّحيّة و بين الشّعر و الأدب؟ 

هل أضاف هذا الاختصاص شيئاً على أسلوبكِ في الكتابة؟

-بالتأكيد هناك ميول لحب اللغة العربية رغم دراستي للفرع العلمي ولكن أنا أجد أن كل شي نحبه يكمل ما بداخلنا فأنا أحب مهنتي في التصوير الشعاعي لأكثر من سبب ومنها الإنساني والتصوير إبداع وفن حتى لو كان لمريض و كذلك الشعر يحتاج إبداع وحب للكلمة

التوازن موجود 

ربما أحيانا أكون دقيقة بشرح أفكاري وأسلوبي تغلب عليه عاطفتي وتعاطفي ومشاعري الإنسانية لأنني أتعامل مع أشخاص ضعفاء بحاجة لعاطفتنا

وهذا اعطى شعري الطابع الإنساني الوجداني يمس 

عاطفة القارىء 

*تكتبين كلّ أنواع الكلمة و منها الشّعر الياباني المعرّب فيما يُمثّل الهايكو، الهايبون و التانكا.

هل لكِ أن تُحدّثينا عن هذه التّجربة و خاصّة أنّكِ أنجزتِ ديواناً في شعر الهايكو؟ 

-عندما قرأت هذا الشعر أثار فضولي وبدات البحث عن أسس كتابته وأقرأ نصوص كثيرة له ودخلت مجلات ونوادي الهايكو على الفيسبوك وبدأت الكتابة والتدرب عليه فهو شعر يعتمد التكثيف والإثارة رغم قصر قصيدته فأحببت التجربة وشاركت بالكثير من المسابقات وتم اختيار نصوصي كأجمل نصوص وتكريمها وعندما تغفو قريحة الشعر الفصيح تستيقظ 

قريحة شعر الهايكو 

وقمت بإعداد مخطوط لديوان هايكو وأسميته ضوع 

الياسمين. 

قصيدة التانكا والجوجيوهيكا أطول بقليل وتعطي دفع داخلي للتعبير عن مايراود نفسك ببعض الجمل وعددها خمسة فتختصر كل التعابير التي نستعملها بالشعر الفصيح وتصل الفكرة 

تجربة أحببتها وأرغب في المتابعة بها ترضي بعضا من 

حبي للكتابة 

خلال ظروف الحرب في سوريّة، كنتِ المسعفة المتطوّعة في ساحة الميدان. ما مدى تأثير هذه الظّروف المؤلمة على شخصيّة الشّاعرة فداء حنّا؟ 

فداء الشّاعرة كانت غافية قبل الحرب بكتابات بين اوراق مذكراتها فقط

الحرب فجرت طاقات الكتابة والإلهام ونطق قلمي رغما عني لأني كنت خجولة بالبوح عن موهبتي

فكانت ترقد تحت وسادتي

لكِ ديوان جديد بعنوان (صدى الحروف).

لمَن تُهدي شاعرتنا حروفها؟ و إلى أين تريد أن يصل صداها؟

أهدي حروفي لمن قرأها وأحبها ولمن شجعني على المتابعة في هذا الدرب زوجي و أبي أولهم وكل شاعر وناقد نقد أخطائي وعلمني كيف أصححها

لمن دلني على دروب النجاح ووثق بكلماتي وبصدقها

ما هي القصيدة الشّعريّة التّي كتبتها شاعرتنا متأثّرة بظرف ما؟ 

هل لكِ أن تقدّميها لحضورنا الكرام الآن؟

نعم كتبت لفلسطين بحزن كتبت لبلدي بصوت صارخ

كتبت لأمي بحب وحنان

لكن هناك قصيدة كتبتها بالدموع منذ عام تقريبا وحتى الآن عندما أقرأها أبكي كانت لروح صديقة 

صديقة الطفولة لقد فارقة الحياة إثر مرض عضال وهذه هي:

إلى روحٍ صديقة

أرثيك وفي القلب غصة

أقول وداعاً

لا …بل سأبكيك دمعة تلو دمعة

جرحك أصاب الصميم

وكأنه فُتح بخنجر أو سكين

خائنةٌ للعهد أنتِ

أنسيت يوم التقينا

وكانت القُرعة علينا

تشابكت أيدينا… تعالت ضحكاتنا 

طالت جلساتنا

كنّا أميرات الزمان …رقصنا مع الأحلام

همسنا وبحنا بالأسرار

لماذا قاصدٌ تفرقنا أيها الزمان

طافت روحك النقية حول كلماتي

ولقنتني نهاية الحكايات

تبادلنا دفاتر الذكريات

بكينا على يومٍ لم نلتق به وفات

أتذكرين آخر لقاء ؟؟؟

كم تمنينا طول البقاء

خرجنا ليلاً نعانق الأضواء

ونهزج بصوت الحنين

ونلقي التحية على الأنين

ستبقى ابتساماتك بالذاكرة

عنواناً للحياة

وداعاً وكفى 

انتهى نبض الكلمات

وشرد رحيق الياسمينات

فداء حنا

حلم فضفاض…

    “حروفك تعتلي الغيم عند قافيتي

    و ترجو الصّيف أن يبقى شتاء 

    أرى شهب أطيافك تطوف ليلا

    تعانق خمرة الوجد بلوعة و شقاء”

ما هو حلم فداء حنّا ضمن ظروف البلد؟ و كيف يكون الحلم فضفاضاً من وجهة نظرك؟ 

– حلمي كحلم أي مواطن في بلدي يتوق للأمن والآمان والسلام يتوق لأن يعيش حياة حرة كريمة بين أفراد عائلته وينسى قسوة القدر الذي شرد الأهل والأولاد وأبعدهم عن بلادهم. هذا هو الحلم الذي أصبح فضفاضا في ظل هذه الظروف حقوقنا الإنسانية باتت أحلام

أنتِ بصدى إعداد و تجهيز جريدة ورقيّة. هل لكِ أن تحدّثينا عن هذه التّجربة؟ و ما هو الهدف منها؟ 

نحن في بداية الإقلاع وانا في لجنة تنظيم النشاط الثقافي وسيتم الإعلان قريبا عن إنطلاقته ولن اتكلم عن التفاصيل بشكل مسبق لكن ما أستطيع قوله أن الهدف هو أستقطاب المبدعين بكافة المجالات وخاصة الأدباء والشعراء وتوثيق عملهم ونرجو من الله التوفيق للجميع

*من أنواع الأدب، الأدب الملتزم و الذّي يتمحور حول قضيّة ما في ظروف معيّنة تفرض نفسها.

متى وجدت شاعرتنا أنّ الكلمة هي سلاح و لابدّ من استخدامه؟ 

-عندما بدأت البكاء بلا دموع عندما تحجر الدمع في عيوني ويداي بدأت تئن وتحن على قلبي تفجر حبر قلمي وعبّر عن داخلي وما كنت أعيشه بظل الحرب بين المصابين فكانت كل لحظة أنسانية أعيشها أعبر بها كتابيا شعر نثري او هايبون حتى حالات الضعف التي كنت امر بها تفجر لدي طاقات كتابية بذلك أوصل للقارئ هدفي من الكتابة بتساءل او تعجب

فإني كتبت لفلسطين ولبلدي وللشهيد فهدفي إنساني 

فقط و لا أخوض بمجالات أخرى

وهذه قصيدتي للشهيدة شيرين أبوعاقلة شهيدة القلم

تثبت أن الكلمة سلاح 

ريحانة السماء

ظنت بها هدية 

ابتسمت قبل أن تفارق روحها الجسد

أخذت بيدها الملائكة 

رفعتها الى السماء

بالأمس عذبوا وقتلوا الأنبياء

دماؤهم مازالت شاهدة

وصوت صرخ من السماء

نكروا و استنكروا طهر الدماء

على ثيابه اقترعوا

وصاحوا أنقذنا يا ملك الملوك

واليوم أنت سليلة عفةٍ ولا مكان للرثاء

أصمَتَ قلبك رصاصة خرساء

اغتالوا ريحانةً غرستها يد جدتي

داسوا أزهارنا الحمراء

سنضفر لك إكليلا من وفاء

عهدا علينا لدربك بالبقاء

شهيدة لا بل حية عند الآب 

في علو السماء

أخافتهم أنثى مخلوقة

من حب وعطاء

هذه نساء بلادنا

لبوات….. وكلها حياء

هذه نساء بلادنا

من قلبها تنبت أبطال الحياة

فوق هامات الرجال موضعك

ذكيةٌ مطيّبة أكفانك

زيوت مقدسة من مغارة الإبن

تمسح روحك وتسمو بها إلى العلياء

تكفل إزاحة الحزن والألم

دماءٌ تنبت ازهارا لا تموت

تعرّش على جدران القدس

تحكي للأجيال قصة الموت والحياة

 القيامة والتغلب على التابوت

هذه لعبة العدوان ….موت

ونحن نروي… الحياة

ليرقد جسدك بسلام

ولتُحرق أرواح الظُلّام بالنّار

فداء حنا

في آخر هذا اللقاء، نشكركِ على هذه الجهود المبذولة و نقدّر لك الوقت الثّمين الذّي كنتِ فيه ضيفة مشرقة، خفيفة الظّل.. 

كلمة أخيرة تودّين توجيهها إلى متابعينا الكرام و الذّين بدوري أشكرهم على هذه المتابعة و حسن الضّيافة.

-أشكر كل من تابعنا واهتم بكلماتنا وأتمنى أن تكونوا قد سعدتم برفقتنا وأشكر هذا الصرح الراقي لاهتمامه بتواجدي بهذا اللقاء وعلى رأسهم الشيخة نوال الصباح والدكتور بسام سويدان والأستاذة ندى تصبحون على ما تتمنون

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock