الأخبار

الكاتبة ” شيرين العدوي ” تواصل سلسلة مقالاتها يعنوان ” الشيطان ٤ “

علاء حمدى

جاء مضطربا لم أره بهذا الشكل المنكسر في حياتي، عيناه زائغتان، يزدرد ريقه بصعوبة . نظرت له من خلف مكتبي في الجامعة بعيون مشفقة متسائلة. ماذا حدث؟! رد -وهو من هو – بصوت منهك: “ابني” ذاكرا اسمه ثم سكت. في لحظة استجمعت بقايا صورة تجمعهما مع العائلة تملؤها السعادة والفخر به وإخوته؛ كان محور حديث أبيه كلما زارني مفتخرا بنبوغه وخلقه. قلت له: محاولة هدهدة مشاعره.

أليس هو من حصل على كلية القمة بالجامعة الحكومية باجتهاده؟! ألم يتخرج بعد؟! قال: بلى. قلت: هل أصابه مكروه لا سمح الله؟! دمعت عيناه ثم أجاب: لا؛ بخير الحمد لله. بدأ عقلي بعصف ذهني في اتجاهات شتى وقبل أن أخمن. قال: بعد تخرجه بدت عليه تصرفات غريبة؛ أهمل صلاته، وكلما سألته عن سبب الإهمال أشاح بيده ولم يُجِب، ينزل في أوقات غريبة من الليل ولا يأتي إلا مع ساعات النهار الأولى. في يوم وجدته موشوما بكامله بصورة غريبة لكائن ذي قرون.

وجدت في حجرته بقايا مخدرات وأعقاب سجائر.، خرق أذنيه وبدأ يلبس عدة أقراط . خرق أنفه ووضع حلقة، يرتدي ملابس مهلهة. لا يستحم إلا نادرا، دهن أظافره باللون الأسود، يهيم على وجه يأكل الجيفة، أهمل عمله وعيادته. قلت له: هل أصبح من عبدة الشيطان؟! فهز رأسه منكسا إياها قائلا: أغيثيني يا دكتورة. لماذا هذا؟! يتعامل معي وأمه كأننا أعداء، يرفض كل القيم والمبادئ التي تربينا عليها، يقول لي لقد أصبحتم ومعتقاداتكم من الخرق البالية المجد والعياذ بالله للشيطان.

إنه النور الأعظم الذي سيطهر العالم.ذهبت به لطبيب نفسي فقال: الولد يشعر بالاضطهاد في البيت وبأنك تفضل أخواته عليه، منعدم الثقة فيمن حوله. إلى هنا انتهى كلام الأب. فأجبته عن سؤاله لماذا يحدث هذا وقد ربيناه على القيم؟! فقلت: نعم ولكن دعوى الحريات للشذوذ وغيرها التي ابْتلانا بها الغرب من إدخال التعليم الأجنبي لهدم اللغة والدين، بعادات وتقاليد لا تنتمي لنا مع عدم الرقابة بما يتماشى مع قيمنا ، والاستهتار بحصص الدين واللغة العربية التي تصور معلميها في الفن والسينما بالانغلاق والتفاهة والتخلف لهدم الثوابت وأوابد المجتمع.

إنها الفوضى الخلاقة التي أشاعوها. لقد استغلوا جهل الشباب وخلطوا لهم الأديان ليخرجوا لهم صورة الشيطان بصورة البطل الذي وقف في وجه خالقه ورفض الخنوع؛ بل ولإغوائهم مرروا لهم عبر السوشيال ميديا والإعلام والثقافة أن الرموز والمشاهير هم من يتبعون الشيطان ليحصلون عن النجومية والشهرة والمال السهل، فانساق الجميع وراء هذا الفكر التحرري المنحل. والحقيقة أن بعض النجوم لكي يُستَخْدمُوا بهذا الشكل قطعوا طرقا كلها أشواك وتنتهي غالبا بالفضائح، والانتحار. لقد استغلوا بعد الآباء والأمهات عن دورهم التربوي، وغياب دور المدرسة والجامعة التوعوي وسمموا الشباب.

وبدأت في شرح فكرة الأديان و كيف استغلوا الجهل. وهنا ترجاني الأب المكلوم أن أكتب بل وأن أتحدث عبر وسائل الإعلام. فبدأت من عدة أسابيع سلسلة “الشيطان” للحديث عن ما هو مسكوت عنه. وللحديث بقية.

ختام :مبارك جوائز الدولة التي جاءت متوازنة جدا، ومنصفة لتجارب حقيقة أعطت الكثير للوطن، تمنيت لو تمنح جائزة الدولة التشجيعية لثلاثة مبدعين لزيادة فرص الفوز.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock